البراءة لمحتجز أستاذ التربية الإسلامية بتارودانت



عن هيسبرس - أشعث أغبر، بلحية كثيفة، وملابس تبدو رثة..هكذا انطبعت صورة أستاذ لمادة التربية الإسلامية بتاوردانت، في أذهان المغاربة، بعد تداول صوره من طرف وسائل الإعلام المختلفة، قبل أربع سنوات خلت، حين اتهم قياديا بحزب الأصالة والمعاصرة بجهة سوس ماسة درعة، باختطافه واحتجازه في ضيعته.
كان ذلك في سنة 2011، حين تفجرت قضية ما عُرف حينها بملف أستاذ تارودانت، عبد الله ناصر، والذي اتهم الحسين بوالرحيم، أحد وجوه حزب "الجرار" في المنطقة، ورئيس جماعة تنزرت، قبل أن تشهد المحاكمة مسارا طويلا امتد إلى حدود الخميس الماضي، عندما نطقت غرفة الجنايات بمحكمة الاستئناف بأكادير ببراءة بوالرحيم.
وقال بو الرحيم، بعد نيله البراءة من القضاء في هذه القضية التي نالت ضجة إعلامية كبيرة حينها، وانهالت التهم على رأس هذا الناشط الجمعوي والسياسي بالمنطقة، في تصريحات لهسبريس، إن "الحكم بالبراءة يفيد أن كل شيء كان مصطنعا ومفبركا، حيث ظهرت حقيقة من اتهمني بالاختطاف والاحتجاز والتعذيب".
وأورد المتحدث بأن المحكمة تبين لها أن أستاذ التربية الإسلامية الذي اتهمه باحتجازه في إحدى غرف ضيعته، وبأنه كان مكبلا بالسلاسل، طيلة 5 سنوات، لم يكن في الواقع سوى شخص هارب، وليس محتجزا ولا مختطفا، لكونه قام بالنصب على عدد من المواطنين" وفق تعبير بوالرحيم.
وتابع بأن "عددا من ضحايا الأستاذ رفعوا شكايات قضائية ضده، فهرب من المدرسة، وكان سكان المنطقة يشاهدونه هنا وهناك، كما أن خادمته قدمت شهادتها بأنه كان مبحوثا عنه، فاهتدى بمعية شخص آخر إلى اتهام بورحيم باحتجازه، بسبب خلاف على أرض فلاحية.
وأردف المتحدث بأن الأستاذ الذي اتهمه بالاحتجاز والاختطاف قام بالنصب على مجموعة من الناس، فكان رجال الدرك يأتون للبحث عنه، فلا يعثرون عليه، وبعد أن مرت أربع سنوات، التقى بشخص له حسابات سياسية معي، فاتفقا على حيلة الاختطاف، حتى يضربا معا عصفورا بحجر واحد".
واسترسل بوالرحيم بأنه طيلة هذه السنوات الماضية، انعقدت 12 جلسة بالمحكمة،وكان الحكم دائما يؤجل النطق به لأسباب عديدة، كلها من طرف الأستاذ ودفاعه، فأحيانا يكون السبب عدم حضور المشتكي، حتى أنه استدعي لذلك من طرف عون قضائي، أو لغياب المحامي..
ولفت المتحدث إلى أن المطالب بالحق المدني بالغ في طلب التأجيل من أجل إحضار الشهود، رغم مرور سنوات من التقاضي، كما طالب الأستاذ بتعويض قيمته 15 مليار سنتيم، وكلها مطالب رفضتها المحكمة ذاتها لعدم الاختصاص، والتي اقتنعت بوجود تناقضات في إفادات المشتكي وأسرته".


وفي انتظار معرفة تطورات القضية، وردة فعل أستاذ تارودانت إزاء الحكم ببراءة من اتهمه باحتجازه واختطافه، يتوقع بعض المتابعين لهذه القضية أن يقدم المتهم الرئيسي في هذا الملف المثير شكاية ضد الأستاذ بتهمة الوشاية الكاذبة، مادام يعتبر نفسه ضحية لاتهامات مفبركة.

Post a Comment

إضافة تعليق على الموضوع مع عدم تضمنه لعبارات مسيئة
شكرا على مشاركتكم

أحدث أقدم