فاعلون تربويون وشركاء يتدارسون سبل إرساء مدرسة المواطنة بجهة كلميم وادنون




نظمت الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة كلميم وادنون، صبيحة يوم الخميس 24 مايو 2018 بكلميم، يوما دراسيا جهويا تحت شعار : " ميثاق مدرسة المواطنة آلية لترسيخ السلوك المدني " خصص لبحث السبل الكفيلة بإرساء مدرسة المواطنة بجهة كلميم وادنون.
وأكد مدير الاكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة كلميم وادنون السيد عبد الله بوعرفه في كلمة موجهة للمشاركات والمشاركين أن تنظيم هذا اليوم الجهوي حول ترسيخ السلوك المدني وإرساء مدرسة المواطنة يأتي عقب اللقاء المنظم على المستوى المركزي في نفس الموضوع، واستكمالا لتجربة انخرطت فيها الاكاديمية منذ خمس سنوات بشراكة مع جمعيات المجتمع المدني من جمعيات الأمهات والآباء والجمعيات المهنية التربوية، وبفضل تظافر جهود فاعلين تربويين أسفرت عن انتخاب مجلس تلاميذي جهوي ساهم بشكل كبير في تسريع وتيرة تنزيل المشروع .



كما أوضح السيد عبد الله بوعرفه أن مؤسسة الأكاديمية تشرف على مهام التربية والتكوين وتضطلع بجانب التكوين بنسبة كبيرة جدا مقارنة بالجانب التربوي، والذي اعتبره السيد المدير بمثابة عبْء ثقيل لا يمكن أن تتحمله المؤسسات التعليمية والمديريات الإقليمية والأكاديمية لوحدها دون مساهمة الشركاء. مضيفا أن مشاركة الحضور اليوم وكافة المتدخلين في العملية من شأنه غرس قيم المواطنة وإبراز سلوكات إيجابية في المؤسسات التعليمية حتى تكون نبراسا لقيادة المجتمع.   
بدوره أكد ممثل مديرية الحياة المدرسية بوزارة التربية الوطنية، السيد امبارك مزين، على أهمية هذه المحطة الجهوية من خلال التذكير بالخلاصات التي أسفر عنها اللقاء الوطني الذي نظم بالرباط يوم 24 أبريل 2018 حول "إرساء مدرسة المواطنة".



وأبرز السيد مزين أن الوزارة تسعى من وراء تنظيم هذه الأيام الدراسية على مستوى الاكاديميات الجهوية إلى البحث عن السبل الكفيلة بضمان إرساء هذا المشروع الرامي إلى تخليق الفضاءات المدرسية، وإرساء قيم النزاهة والتربية على المواطنة والسلوك المدني، وكذا إتاحة الفرصة للمشاركين من قطاعات حكومية ومؤسسات وطنية معنية وخبراء مهتمين وممثلين عن المجتمع المدني لمناقشة موضوع التربية على الديمقراطية والمواطنة والخروج باقتراحات عملية هادفة وخارطة طريق لمختلف المتدخلين، مضيفا أن منهجية تنزيل المشروع  تقتضي تحسيس وتوعية كل مكونات المجتمع خاصة الأمهات والآباء والتلميذات والتلاميذ، وبالموازاة تمكين الأطر الإدارية والتربوية والمكونين والمنشطين بالوسط المدرسي من المعارف والمقاربات والمنهجيات فضلا عن تظافر الجهود والتنسيق التام بين كافة المكونات الفاعلة في الحقل التربوي والتعليمي في أفق إعطاء الانطلاقة الرسمية للمشروع في الموسم الدراسي المقبل. 



وتضمن برنامج اليوم الدراسي مجموعة من المحاور، من قبيل استعراض حصيلة الوزارة في مجال التربية على المواطنة، والمداخل الأساسية لإرساء مدرسة المواطنة، بالإضافة الى تناول برنامج المحطات الموالية المنتظر إنجازها في هذا الإطار، كما ألقى ممثلو الأكاديمية بهذه المناسبة عرضين، تمحور الأول حول تجربة الأكاديمية في مجال ترسيخ السلوك المدني وغرس قيم المواطنة، حيث تم خلاله التعريف بالخطوات والمراحل التي قطعتها في تنزيل المشروع، وكذا أوجه الالتقاء و التكامل بينه وبين مدرسة المواطنة ، والثاني تطرق إلى التربية على منظومة القيم ومنظور أكاديمية جهة كلميم وادنون بمقاربتي التأصيل والمهننة.
إلى ذلك، بسط المشاركون، خلال المناقشة العامة، تصوراتهم واقتراحاتهم حول الآليات والسبل الكفيلة بإرساء مدرسة المواطنة، كما تطرقوا إلى المجالات التي يمكن أن تكون موضوعا لتدخل الجهات أو القطاعات التي يمثلونها، وملامسة مستندات وموجهات الخطة الإجرائية الجهوية بالاعداد المسبق لها، من خلال الورشة الجهوية المقترح تنظيمها بشأن الاستراتيجيات الممكن اعتمادها بتوظيف مخرجات هذا اليوم.
ودعا المشاركون في ختام هذا اليوم الدراسي الجهوي، الذي حضره بالخصوص مشاركون من قطاعات حكومية، وسلطات أمنية، وممثل المصالح المركزية للوزارة، ورؤساء الأقسام والمصالح والمكاتب بالأكاديمية، وممثلون عن المديريات الإقليمية التابعة لها، إلى اعتماد مشاريع تربوية للمتعلمين على شكل مجزوءات متعلقة بالحياة المدرسية، وضرورة الاشراك الفعلي لجمعيات الأمهات والآباء، من خلال تسطير برنامج عمل سنوي يحدد الأنشطة التربوية والتحسيسية داخل المؤسسات التعليمية، إضافة إلى نبذ كافة أشكال الميز العرقي والعنصري داخل فضاءات المؤسسات التعليمية وفي المجتمع برمته، وتعميم المكتبات المدرسية والتشجيع على الأنشطة الموازية في إطار الأندية التربوية، وإعادة هيكلة وتفعيل خلايا الانصات والوساطة بالمؤسسات، والتفكير في تخفيف المحتوى الكمي للمناهج والبرامج، مع التركيز على الجانب القيمي، وخاصة في المستويين الأولين من التعليم الابتدائي، فضلا عن تعزيز التعبئة والتواصل، وبذل المزيد من الجھود في مناصرة المدرسة المغربية من قبل النسيج الإعلامي بمختلف مكوناته، المرئية والمسموعة والمكتوبة.
وتروم هذه المحطة، التي شارك فيها أيضا ممثلون عن المجتمع المدني، وبعض ممثلي الجمعيات التربوية المهنية وجمعيات أمهات و آباء و أولياء التلاميذ، وممثلي التعليم الأولي وشركاء الأكاديمية، إتاحة الفرصة للتواصل والتداول حول مفهوم المواطنة في مختلف أبعاده القانونية والتربوية، وملامسة أدوار المدرسة المغربية في غرس قيم المواطنة باعتبارها إلى جانب الأسرة المشتل الذي تنمو فيه هذه القيم وتثمر لتنتج المواطن الواعي بحقوقه وواجباته والمدرك لأدواره في تنمية بلده.
ويأتي تنظيم هذا اليوم الدراسي، المنعقد بقاعة الاجتماعات والندوات للأكاديمية، تفعيلا للرؤية الاستراتيجية للإصلاح، وخاصة الرافعة 18 المتعلقة بترسيخ مجتمع المواطنة والديمقراطية والمساواة، وفي إطار تفعيل برنامج عمل وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي، خصوصا في مجال الارتقاء بالعمل التربوي داخل المؤسسات التعليمية عبر ترسيخ قيم المواطنة.

محمد عطوش: مصلحة التواصل وتتبع أشغال المجلس الإداري

Post a Comment

إضافة تعليق على الموضوع مع عدم تضمنه لعبارات مسيئة
شكرا على مشاركتكم

أحدث أقدم