وزارة التربية الوطنية ومنطق " القافلة تسير والكلاب تنبح"‎


بقلم محمد أقباش
أصدرت وزارة التربية الوطنية قبل بضعة أيام، و بعد طول انتظار، مذكرتها المعلومة حول الحركة الإنتقالية. 
هي وثيقة سميت بالمذكرة الإطار، ما يدل على أنها تؤطر للثوابت والأساسات التي تقوم عليها حركة تتكرركل سنة ، أما ما دونها فمجرد تفاصيل وامتدادات ليست بنفس درجة الحسم في مصير المعنيين بها.
   ما الجديد الذي جاءت به هذه الحركة ،التي قيل أن تعديلات طرأت عليها؟ .. 20 سنة في المنصب الحالي تعادل التحاق بالزوج بدل 16 في المذكرة السابقة، أو هكذا فهمتها في مذكرة ملغزة ، وهذا إن أحسنا الظن به، فهو إجراء فاقد للمفعول بسبب أثر التضخم الناتج عن اتساع قاعدة المستفيدين المتوفرين للشروط ، ثم بعض التنقيحات والإضافات التي لا تعني إلا فئات محدودة ليست بنفس ملحاحية الطلب على الإنتقال.
   ماذا عن الأقدمية العامة التي سار عليها نمط الإنتقال لسنين ,والذي أثبت نجاعته بدلالة انخفاض نسبة التظلمات المثارة وقتذاك؟ هل غابت هذه الحقيقة عن مهندسي أشكال الحركات الإنتقالية اللاحقة؟ وماذا عن هذه الأعداد المتراكمة من المتضررين المغبونين في حقهم بالإلتحاق بزوجاتهم ؟ قيل أن هؤلاء يستفيدون في كل مرة يشاركون فيها . هل نصدق هذا ونحكم على النوايا، أم نحتكم للواقع الذي أنا واحد من المكتوين بناره؟ هل لم يبق من شغل لدى هؤلاء وهم على شفير سن التقاعد إلا هواية القفز من مقر عمل إلى آخر؟ هذا تفكير قاصر لدى نقاباتنا "العتيدة" ووزارتنا المحترمة.
   يا ما نادينا برد الإعتبار لهذه الحركة وجعلها أكثر ثورية، بدل هذه الإجراءات السطحية المحبطة للآمال.. فقد نبهنا إلى أنها حركات انتقالية لكن بطعم الجمود وتأكد بعد ذلك أنها استحقاقات مصيرية بنكهة دكتاتورية، دكتاتورية تمارسها سطوة الإلتحاق بالأزواج وكأن الغير متزوج بموظفات لا إحساس لها بالألفة ومزايا لم الشمل. لا شيء يدل على أن في الأمر تجديد . إحباط ينسيك في سابقه، يؤججه شح العرض وكثرة الطلب، في ظل تدبير أحادي مصلحي يشيح بوجهه عن آمال القاعدة العريضة.
   رجاء لا تفقدونا الحس بالإنتماء لهذه المهنة الشريفة. اتركوا لنا فرصة تمجيد ما تحقق على علاته حتى لا نتهم بالعدمية. هناك سخط عارم يراود الأسرة التعليمية يجدر مداراته بإجراءات تنفيسية : إفلاس منظومة الترقية وصد أبوابها في وجه فئات بعينها كتجميد أطر الإبتدائي في السلم 11.  تمديد سن التقاعد للمستوفين شروطه هذه السنة.  التلويح بتمديد إضافي لخمس سنوات للفئات اللاحقة . تجميد الأجور في ظل تعاظم متطلبات العيش .. ثم تأتي الحركة الإنتقالية بثقلها المعتاد ونتائجها التي دأبت على أن تكون في كل مرة كارثية،  لتستفز الضمائر وتعمق الشروخ النفسية عند المتضررين منها، فلا يمكن تفسير هذا الواقع  إلا بصب الزيت على  نار المعاناة .

   نحن نريد أن نشعل شمعة، لكن في كل مرة تنطفئ بسبب زفير رياح الغبن وسوء التقدير، نطالب باعتماد الشفافية والإنصاف ونقاوم أساليب استرخاص مصير الموارد البشرية، لكن بوسائل بدائية قوامها حناجر مبحوحة واحتجاجات مكبوحة ، لكن وزارتنا الموقرة تتابع المشهد من بعيد وتفضل منطق "القافلة تسير والكلاب تنبح" أعزكم الله يا رجال ونساء التعليم .   

بقلم محمد أقباش
تجمع الأساتذة - تربية ماروك بدون تصرف 

Post a Comment

إضافة تعليق على الموضوع مع عدم تضمنه لعبارات مسيئة
شكرا على مشاركتكم

أحدث أقدم