إعلام البيجيدي يوضح: الإقتطاع أيام الإضراب مذكور بالقرآن



محاولات استهداف رئيس الحكومة السيد بن كيران بلغت حدا من الاسفاف والتفاهة مما لم يعد من الممكن السكوت عنه. عدد من أشباه الصحفيين والمناضلين الفاشلين في القيام من جهة بدورهم المهني في نقل الخبر بموضوعية وحياد ومصداقية، ومن جهة ثانية في القيام بدور المعارضة التي تكتسب مداخلاتها وتعليقاتها من مصداقيتها، أصبحوا يقفزون على أي تعليق أو مداخلة للاستاذ ابن كيران ليخرجوها عن سياقها، ويجعلوا منها " حدثا " إعلاميا أو "سبقا " صحافيا، حيث لا حدث ولا سبق ولا مهنية، ولا اجتهاد وإنما هي فقدان للبوصلة السياسية، ونميمة تافهة .
وحيث إنه قد تكرر " اتهام " بن كيران بانه اعتبر أن الاقتطاع من " أجور المضربين مذكور في القرآن الكريم"، وهو كذب وافتراء، واختلاق تافه وساقط، وإخراج الكلم عن مواضعه، فإنه وجب وضع النقط على الحروف والتنويه الى ما يلي :
-
ان بن كيران لم يقل إن الاقتطاع من أجور المضربين مذكور في القرآن، ولم يرد ذلك على لسانه، بل إنه كان يتكلم عن  النقاش الذي دار بين وزراء حكومته حول قرار الاقتطاع، وأن هناك من كان يدعو للتريث وهناك من شجعه على المضي في القرار، الذي تبلورت فكرته بعد تفاقم الإضرابات العبثية التي تناسلت في وقت من الأوقات حتى كادت تعطل سير بعض المرافق العمومية مثل الجماعات المحلية، وتؤثر في مصداقية الموسم التعليمي بسبب تناوب عدد من النقابات في تنظيم إضرابات، بما في ذلك نقابات ليست لها تمثيلية حقيقية، وسقوطها في المزايدة على بعضها البعض من أجل تأكيد أحقيتها النضالية، فخلصت الحكومة بعد ذلك الى اتخاذ هذا القرار بناء على مبدأ الأجر مقابل العمل، وهو المبدأ الذي تقر به منظمة العمل الدولية.
في هذا السياق أكد ابن كيران أن هذا الاقتطاع يتناسب مع مبدأ العدل، أي إقامة ميزان بين الأجر والجهد المبذول، وأن تحول الإضراب الى يوم عطلة مؤدى عنه كما حدث في تلك الممارسة المشوهة لمفهوم الإضراب يتنافي مع العدل أو الميزان  كما ذكر القرآن. في هذا السياق استشهد أبن كيران بقوله تعالى : " والسماء رفعها ووضع الميزان " تتمة الاية " وأقيموا الوزن بالقسط ولا تخسروا الميزان "
-
وبغض النظر عن البؤس الذي عبر عنه البعض حينما نسب الى ابن كيران أنه قال " الاقتطاع من أجور المضربين مذكور في القرآن "، وهي محاولة لإعطاء صورة كاريكاتورية عن رئيس الحكومة وتصريحاته، فان إشارة بن كيران إشارة كبيرة لا يمكن أن تلتقطها الا العقول الكبيرة. ذلك أنه من المفيد جدا أن نستلهم في عدد من مواقفنا القيم الكبيرة المبثوثة في آيات القران الكريم والسنة النبوية، وهي التي سبقت الى تقريرعدد من القيم التي أصبح يتعارف عليها عقلاء الانسانية، فضلا عن أن ذلك يسهل على مختلف الفئات الاجتماعية الالتقاط السريع للرسائل خاصة حين تصاغ بصياغ أقرب الى وجدانها وتحيل على مرجعيتها الدينية والأخلاقية. هكذا تتعامل العقول الكبيرة أما العقول الصغيرة والأقلام المغرضة فإنها تنشغل بحواشي الكلام وتبحث فيه عّما يمكن أن يصرف عن جوهر النقاش وما يؤدي الى صرف الانتباه عنه.  
للأسف الشديد فان العديد منا يعتبر أن القرآن الكريم لا يصلح إلا يتم التبرك به في المناسبات أو في افتتاحيات الأنشطة أو في المقابر عند دفن الموتى أو في مناسبات التشييع والعزاء، في حين ان القران حياة وانه جاء من اجل الحياة والاحياء لقوله تعالى :" لتنذر من كان حيّا " وقوله تعالى ؛ " يا ايها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول اذا دعاكم لما يحييكم "
واعوذ وأكرر ان مثل هذه التعليقات البائسة تثير الاشمئزاز، وتبين ان النقاش السياسي والتناول الإعلامي قد وصلا الى حد من الاسفاف والسطحية مما يطرح على الفاعلين السياسيين والاعلاميين إعادة طرح سوْال كبير حول المصداقية والمهنية في العمل السياسي وفي العمل الصحفي

عن الموقع الرسمي لحزب العدالة و التنمية - بدون تصرف
تربية ماروك - تجمع الأساتذة

Post a Comment

إضافة تعليق على الموضوع مع عدم تضمنه لعبارات مسيئة
شكرا على مشاركتكم

أحدث أقدم