عزيمان : طريق إصلاح المدرسة مازال طويلا و توجه نهجنا يظل صائبا بالتأكيد




بكلمته الافتتاحية للدورة السابعة عشرة للمجلس الأعلى للتربية و التكوين و البحث العلمي أكد السيد عمر عزيمان رئيس المجلس أن تعليماً ذا جودة للجميع، منفتح وعصري، قائم على تكافؤ الفرص والارتقاء الفردي والتقدم الاجتماعي، وتجديد النخب، وتنمية الرأسمال البشري، ليس اختيارا متقاسما بين الجميع و أن الأمر يتعلق بضرورة حتمية، وبقضية مصيرية ومشروعة وعادلة ، تندرج في اتجاه التاريخ، وستنتهي بكسب الرهان والتغلب على الصعوبات الظرفية والعابرة.
و أوضح أنه إصلاح حاسم من الناحية السياسية، والسوسيو اقتصادية، والثقافية، والأخلاقية، والدينية، إلى جانب كونه يحظى بمباركة ودعم العموم، مما لا يتيح مجالا لأي تردد، ولا يقبل أي تأخير، رغم أنه يصطدم، هنا وهناك، برياح  معاكسة، وبمقاومات مناقضة، تارة معلنة وتارة أخرى مستترة حسب تعبير السيد رئيس المجلس الأعلى مضيفا أننا تعلمنا شيئا فشيئا، ويوما بعد يوم، أن نجعل من مجلسنا فضاء للتفكير في العمق، قادرا على أن يترفع عن الصخب اليومي، وعن ضغط الأحداث، مع إقامة المسافة الضرورية، للانشغال بالرهانات ذات المدى الطويل، والعمل على كسبها، وأن نجعل هذه المؤسسة قادرة على تجاوز المواقف الفئوية، والأفكار الجاهزة والنمطية، والاختلافات السياسية والإيديولوجية والثقافية، بنهج الحوار المسؤول والتناظر العقلاني البناء، في احترام تام للأفكار والحساسيات والميولات الفردية .
هذا التوجه تم تكريسه تدريجياً يضيف السيد عمر عزيمان بتجاوز ما تخلله في بعض الأحيان من صعوبات ومعاناة، حتى تمكنا شيئا فشيئا من جعل مجلسنا يتبوأ المكانة الجديرة به، بوصفه هيئة دستورية استشارية مختصة في التحليل النقدي البناء والتفكير الاستراتيجي، المرتبط ارتباطاً عضوياً بالتقييم العلمي والموضوعي. وهذا ما أتاح لنا القيام بعمل نافع ومفيد في خدمة المصلحة العامة والإسهام في إصلاح المدرسة مشددا على أن الطريق لا يزال طويلاً، غير أن التوجه الذي نهجناه يظل صائبا بالتأكيد .
و سجل السيد عمر عزيمان أنه بفضل تعبئة المجلس و إنخراط الجميع تمكن المجلس على مدى خمس سنوات من الإشتغال و إنتاج عدد مهم من الأعمال تتضمن دراسات و تقارير و آراء تكمن أهميتها في كمها و عددها و نتائجها و تتجسد بجلاء في الجوانب التالية
- أولا مجموع هذه الأعمال تندرج المسار المباشر للرؤية الإستراتيجية بإعتبارها تأتي لتتميمها و تعميقها و إغنائها مكونة بذلك نسقا غير مكتمل بعد و لكن منسجم و منظم و مهيكل بما يجعله يخدم غايته الوظيفية و يصب بإستمرار في خدمة الإصلاح
- ثانيا أعمال المجلس تحظى بإعتراف واسع من طرف مؤسسات مرموقة على الصعيدين الوطني و الدولي و من لدن شخصيات مغربية و أجنبية مشهود لها بالخبرة و من قبل الفاعلين في التعليم و البحث العلمي يرون فيها أعمالا نافعة و ذات راهنية و مصداقية و هادفة فضلا عن قيمتها العلمية و جودتها
و من جانب آخر تطرق جدول أعمال هذه الدورة لتدارس المشاريع التالية:
مشروع رأي حول “مهن التربية والتدريس والتكوين والبحث: آفاق للتطوير والتجديد”
مشروع تقرير عن “التعليم العالي بالمغرب: تطوّر ونجاعة وتحديات النظام الجامعي ذو الولوج المحدود”
مشروع الأطلس المجالي للانقطاع الدراسي.
و تجدر الإشارة إلى أن الدورة السابعة عشرة، تُعَدُّ الأخيرة في الولاية الأولى للمجلس، والتي امتدت لخمس سنوات، من يوليوز 2014 إلى يوليوز 2019.



Post a Comment

إضافة تعليق على الموضوع مع عدم تضمنه لعبارات مسيئة
شكرا على مشاركتكم

أحدث أقدم