تقاسم التجارب و الأبحاث حول القرائية و الرياضيات موضوع مؤتمر دولي من تنظيم وزارة أمزازي




ترأس السيد سعيد أمزازي، وزير التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي، والسيد دافيد كرين، القائم بأعمال سفارة الولايات المتحدة الأمريكية بالمغرب، الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الدولي الثاني حول القرائية والرياضيات في مستويات سلك التعليم الابتدائي بمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وذلك لبحث سبل دعم التمكن من اكتساب أسس اللغة العربية والرياضيات بهذه المنطقة.
ويشكل هذا المؤتمر الذي تنظمه الوزارة بتعاون مع الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، وتمتد أشغاله على مدة ثلاثة أيام، ما بين 28 و30 أكتوبر الجاري، بالرباط، فرصة للمشاركين، من خبراء مرموقين في مجال التربية والتعليم ومسؤولين حكوميين وباحثين من بلدان منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا لتبادل وتقاسم التجارب الناجحة وطرح التحديات التي تواجه كل بلد بهدف النهوض ببرامج القراءة والرياضيات في المرحلة الابتدائية.
كما يعد مناسبة لتقديم أحدث البحوث في مجال التعليم والتعرف على الوضعية في دول المنطقة من خلال تقديم وضعية كل بلد وذلك بغية تقاسم أنجع المقاربات القائمة واستقاء الدروس من التجارب الناجحة في التغلب على الصعوبات التي تواجه المدرسين ومعالجة التعثرات التي يعرفها المتعلمون.




واعتبر السيد سعيد أمزازي وزير التربية الوطنية بكلمته الافتثاحية للمؤتمر الدولي أن هذا الأخير يعتبر الثاني من نوعه بعد المؤتمر الدولي الأول الذي نظمته وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي بالمملكة المغربية، بشراكة مع الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، في شهر نونبر من سنة 2014، بحضور ممثلي الوزارات المكلفة بالتربية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وبمشاركة خبراء ومتخصصين في القرائية.
و أكد السيد الوزير هذا المؤتمر المؤتمر الدولي الأول قد جعل من القرائية الموضوع الأساسي لأشغاله، بالنظر للأهمية والرّاهنية التي تحظى بها اللغات الرسمية لكل بلد في مختلف الإصلاحات التربوية التي تروم تحسين جودة التعلمات، والتحكم في المهارات والكفايات الأساس في الأطوار التعليمية الأولى التي تؤهل المتعلمين لمواصلة مشوارهم الدراسي بثقة ونجاح، فإن المؤتمر الحالي قد أدرج مادة”الرياضيات”ضمن محاوره الرئيسية، باعتبارها تندرج كذلك ضمن التعلمات الأساس، وترتبط بها تحديات كبرى سواء فيما يتعلق بتنظيم التفكير، واكتساب القدرة على التجريد والتمكن من أدوات القياس والتفكير المنطقي، وهي قدرات من الضروري اكتسابها من طرف مواطن الغد القادر على رفع تحديات مجتمع المعرفة والمساهم في التنمية المستدامة لوطنه وللإنسانية جمعاء.
وأضاف السيد الوزير أن هذا المؤتمر الذي يشارك في أشغاله نخبة من الفاعلين والخبراء التربويين يبلغ عددهم حوالي 80 مشاركة ومشاركا من بينهم 50 مشاركا من المملكة المغربية يروم تحقيق هدفين أساسيين:
1.    تقاسم التجارب الإصلاحية المتعلقة بتعزيز التحكم في التعلمات الأساسية في اللغة العربية والرياضيات في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا؛
2.    الاطلاع على آخر الأبحاث العلمية على المستوى الدولي المتعلقة بتعليم وتَعَلُّم هاتين المادتين.
ولتحقيق هذين الهدفين يضيف السيد الوزير ستتمحورأشغال المؤتمر حول ثلاثة محاور أساسية:
1.    استعراض تجارب الدول المشاركة في الإصلاحات المتعلقة بالتعليم الابتدائي، من أجل استخلاص الدروس، ورصد الممارسات الفضلى التي يُمْكن الاستفادة منها في تطوير البرامج والإصلاحات التربوية الجارية، إلى جانب رصد أبرز التحديات التي تواجهها الأنظمة التربوية بهذه الدول ارتباطا بموضوع أشغال المؤتمر. وسوف يقدم ممثل للوزارة، مدير المناهج، مداخلة في الموضوع، تُعَرِّفُ بالإصلاحات الجارية لتطوير النموذج البيداغوجي والتي تدخل ضمن مخطط الوزارة لتنزيل مقتضيات الرؤية الاستراتيجية لإصلاح التعليم 2015-2030 ؛
2.    التنمية المهنية للمدرسين من أجل مواكبة الإصلاحات ورفع التحديات التربوية المطروحة، وخاصة فيما يتعلق بالتكوين الأساسي للمدرسين، والتكوين المستمر، أو ما يعرف في أنظمة تربوية أخرى بالتنمية المهنية للمدرسين خلال المهنة، وسوف يقدم ممثل للوزارة، المدير المكلف بتكوين الأطر، مداخلة في الموضوع، تُعَرِّفُ بالإصلاحات الجارية لتطوير منظومة تكوين أطر التدريس والإشراف، والتي تدخل أيضا ضمن مخطط الوزارة لتنزيل مقتضيات الرؤية الاستراتيجية لإصلاح التعليم 2015-2030. ؛
3.    دور التقويمات الوطنية والدولية من أجل الارتقاء بالتَّعَلُّمات الخاصة بسلك التعليم الابتدائي، وتوفير آليات المواكبة، وسُبُل معالجة التعثرات المحتملة في بلورة وتصريف المنهاج الدراسي.
4.    وسيقدم ممثل الوزارة، مدير المركز الوطني للقويم والامتحانات، مداخلة في الموضوع، تُعَرِّفُ بالطرق المتبعة في المملكة المغربية لاستثمار مختلف التقويمات واستعمال البيانات من أجل الارتقاء بجودة التَّعَلُّمات.
ووجه السيد الوزير وبهذه المناسبة الشكر الجزيل لكل الباحثات والباحثين الذين قبلوا أن يتقاسمو مع المهنيين خلاصات آخر البحوث التربوية المتعلقة بموضوع المؤتمر مؤكدا التطلع لأن يشكل هذا المؤتمر محطة تربوية وعلمية خِصْبة تَنْبَثِقُ عنها رؤى مُتجددة وأفكار عَمَلِيَّة تُمَكِّنُ من تجاوز مختلف العقبات، نستفيد منها جميعا في تجديد نماذجنا التربوية، وإصلاح مناهجنا التعليمية، وتطوير ممارساتنا التربوية اليومية.

و في تصريحات صحفية مختلفة أكد السيد دافيد كرين القائم بأعمال سفارة الولايات المتحدة الأمريكية بالمغرب أن هذا المؤتمر يأتي لمشاركة الخبرات حول موضوع المؤتمر من طرف ممثلي البلدان المشاركة كما أعرب عن إعتزاز و فخر حكومة الولايات المتحدة، من خلال التعاون المشترك مع الوزارة بدعم جهود المملكة المغربية الرامية إلى إصلاح المنظومة التربوية، والذي أثمر مجموعة من البرامج الهادفة التي تساهم في تعزيز القرائية لدى الأطفال في المراحل المبكرة من حياتهم، ومنح فرص للشباب المغاربة لاكتساب المهارات التي تعزز قابليتهم للاندماج المهني، كما تساهم في الارتقاء بجودة التربية والتكوين المهني في المرحلتين الابتدائية والثانوية، فضلا عن تعزيز التواصل بين الشباب والأكاديميين والمهنيين من خلال برامج التعاون الثنائي.
من جهته أكد السيد فؤاد شفيقي مدير المناهج بوزارة التربية الوطنية أن السنوات الأخيرة عرفت تراجعا ملحوظا بالمنطقة العربية بشكل عام في تعلم اللغة العربية و الرياضيات و العلوم و التقويمات الدولية تؤكد ذلك لهذا على مستوى وزارة التربية الوطنية تم الأخذ بزمام الأمور منذ سنة 2014 و تم الشروع بمراجعة شاملة للمنهاج الدراسي و لمنظومة تكوين المدرسين و تأليف الكتب المدرسية بصيغتها الجديدة و قد إنطلق العمل بشكل عام بالدخول المدرسي لسنة 2018 بالنسبة للمستويين الدراسيين الأول و الثاني إبتدائي بمراجعة جميع المناهج المتعلقة بهذين المستويين وقد تم أيضا الاشتغال بالموسم الدراسي الحالي على المستويين التالث و الرابع إبتدائي و أمامنا نفس التحدي بالنسبة للمستويين الخامس و السادس إبتدائي الموسم الدراسي المقبل
و أضاف السيد شفيقي أن الوزارة تهدف من خلال هذا المؤتمر التعرف على آخر الأبحاث المتعلقة بتدريس اللغة العربية و الرياضيات ثم تقاسم التجارب الناجحة و أيضا الإخفاقات التي تمت بالعديد من الإصلاحات بالخريطة العربية للتمكن من تجنب بعض الأخطاء و أيضا الإستلهام من التجارب الرائدة لتقوية مسيرة الإصلاح بالمملكة المغربية

Post a Comment

إضافة تعليق على الموضوع مع عدم تضمنه لعبارات مسيئة
شكرا على مشاركتكم

أحدث أقدم