مشاركون في ندوة بالإيسيسكو يدعون لتطوير التعليم المندمج و مأسسة التعليم عن بعد




دعا المشاركون في الندوة التربوية، التي عقدتها منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو)، اليوم عن بُعْد تحت عنوان: “التكنولوجيا في خدمة استمرارية العملية التعليمية”، إلى العمل والتنسيق المشترك بين الدول الأعضاء في الإيسيسكو لتطوير التعليم المندمج، والعمل على مأسسة التعليم عن بعد في الأطر التنظيمية والتشريعية، وتشجيع البحوث والدراسات في مجال تكنولوجيا التعليم، وأن ترتكز المؤسسات التعليمية على مكتسـبات الثورة التكنولوجية، وآفاق اقتصـاد المعرفة، وأن يتم دعم تحولها إلى مؤسسات رقمية.
وناقشت الندوة واقع استخدامات التكنولوجيا وآفاقها المستقبلية في مجال التربية والتعليم طوال فترة جائحة كوفيد-19 وما بعدها، بمشاركة وزيرا التعليم في كل من فلسطين وكوت ديفوار والمدير العام للإيسيسكو، و20 مسؤولا تربويا، وأساتذة جامعيون وخبراء في مجال علوم التربية والتكنولوجيا التعليمية، من المعنيين باستمرارية العملية التعليمية أثناء الجائحة وما بعدها في الدول الأعضاء. بالإيسيسكو.
وفي كلمته خلال الجلسة الافتتاحية تناول الدكتور مروان عورتاني، وزير التربية والتعليم الفلسطيني، تجربة تطوير المنظومة التربوية في دولة فلسطين، مشيرا إلى المعوقات والتحديات التي واجهت المسؤولين عن التعليم لضمان استمرارية العملية التعليمية خلال جائحة كوفيد-19. ومن جانبها اعتبرت الدكتورة كانديا كامارا، وزيرة التربية الوطنية والتعليم الفني والتدريب المهني بجمهورية كوت ديفوار، أن الجائحة، رغم ما نتج عنها من انعكاسات سلبية، كانت فرصة جيدة لدعم المنظومات التربوية، لتصبح قادرة على مواجهة الأزمات والكوارث وحالات الطوارئ.
وشدد الدكتور سالم بن محمد المالك، المدير العام للإيسيسكو، في كلمته، على أن المناهج الدراسية تحتاج إلى تطوير عاجل في ضوء توظيف تكنولوجيا المعلومات والاتصال لخدمة استمرارية العملية التعليمية، وضرورة البحث عن أنجع الوسائل التي تربط التعليم بالذكاء الاصطناعي، الذي يشهد تطورا كبيرا في تقنياته، مؤكدا أن التقدم التكنولوجي سيشكل قفزة مهمة في المجال التعليمي، وسيمكن من الارتقاء بجودة التعليم، بما يحقق الهدف الرابع من أهداف التنمية المستدامة المتمثل في ضمان التعليم الجيد والمنصف والشامل للجميع.
ودارت وقائع الجلسة الأولى من الندوة حول “التعلم الإلكتروني: الفرص والتحديات في زمن الجائحة وما بعدها”، حيث تحدث خلالها الدكتور ماجد بن عبد الله العصيمي، مدير مؤسسة منارات الفكر الدولية للعلوم الإنسانية والاجتماعية بالمملكة العربية السعودية، عن أزمة كوفيد-19 ودورها في انبثاق مدرسة المستقبل التي تعتمد على التكنولوجيا الرقمية وتغير أدوار كل من المعلم والمتعلم، ثم تناول الدكتور أسعد محمود السحمراني، الأستاذ في جامعة الإمام الأوزاعي، وخبير التربية بالجمهورية اللبنانية، ضرورة استمالة الطلاب وتحفيزهم للتعلم الإلكتروني، مع التذكير بأنه لا يمكن الاستغناء عن التعليم الحضوري التفاعلي المباشر.
وأشارت الدكتورة بثينة الغلبزوري، الأستاذة في كلية الآداب والعلوم الإنسانية بالمملكة المغربية، إلى أفضلية التحصيل العلمي للتعليم عن بعد في الجامعة بالمقارنة مع التعليم التقليدي، وسرد الدكتور رشيد البقالي، أستاذ المناهج التعليمية وطرائق التدريس بالمملكة المغربية، بعض التجارب الرائدة في العالم العربي للتعليم الإلكتروني الذي أصبح يتطلب ضرورة مأسسته بكل مكوناته، من خلال إعادة صياغة منهاج جديد وتكوين المدرسين. فيما أكد الدكتور رضوان غنيمي، أستاذ التعليم العالي في جامعة ابن زهر بأكادير في المملكة المغربية، ضرورة العمل لتحقيق تعليم عن بعد هادف له نتائج إيجابية.
أما الجلسة الثانية من الندوة فعقدت تحت عنوان: “عالم ما بعد كورونا: تسارع الخطوات باتجاه المدرسة الرقمية”، وفيها طالب الدكتور خالد الصمدي، كاتب الدولة المكلف بالتعليم العالي والبحث العلمي سابقا، بالمملكة المغربية، بالخروج من منطق الأزمة إلى منطق استشراف المستقبل، والتفكير في التحولات الكبرى التي تعيشها المنظومات التربوية، فيما أكد الدكتور عبد اللطيف كداي، عميد كلية علوم التربية بالرباط، أن جامعة المستقبل تساهم في بناء اقتصاد المعرفة لأنها قادرة على تنمية الابتكار، بما يساعد في الانخراط في مجتمع الذكاء الاصطناعي، وقال الدكتور أحمد أوزي، أستاذ علم النفس بجامعة محمد الخامس، إن النظم التعليمية بحاجة إلى تطوير شامل يعي متغيرات وتحديات المستقبل. فيما اعتبر الدكتور عبد الغني منديب، أستاذ التعليم العالي، بجامعة محمد الخامس، أننا أمام انتقال كبير وإرهاصات لتغيير النظام التربوي، واقترح الدكتور محمد الدريج، أستاذ علوم التربية بجامعة محمد الخامس، طرح النموذج التناوبي الذي ينطلق من شعار الحضور عن بعد للدمج بين التعليم الافتراضي والحضوري في الفصول.
وقد خلصت الندوة إلى عدد من التوصيات، منها: تكثيف اللقاءات والتنسيق المشترك بين الجهات المختصة بالدول الأعضاء في الإيسيسكو، والاستفادة من الوعي الآني للمجتمعات بسبب أزمة كوفيد-19 في إزالة الحدود الفاصلة بين المدرسة والمجتمع، وإعداد برامج تأهيلية متكاملة للأطر التربوية لتغيير حقيقي في أساليب التدريس ووسائله، وبناء نماذج جديدة وعملية للتقويم التربوي.



Post a Comment

إضافة تعليق على الموضوع مع عدم تضمنه لعبارات مسيئة
شكرا على مشاركتكم

أحدث أقدم