بلقاسمي في ندوة وطنية يبرز جهود الوزارة لتنمية الثقافة الرقمية والتكنولوجية لدى المتعلمين

 


أكد السيد يوسف بلقاسمي الكاتب العام لقطاع التربي الوطنية أن وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي انكبت منذ سنوات على تجويد عملية التعليم وما يوازيها من عمليات التعلم عبر مجموعة من المدخلات الدستورية والتشريعية والقانونية والمجتمعية المؤطرة بالتوجيهات الملكية السامية والرامية إلى تحقيق المشروع المجتمعي لبلادنا بما من شأنه الإسهام الفعال في تكوين مواطني ومواطنات الغد وتحقيق أهداف التنمية البشرية والمستدامة وضمان الحق في التربية للجميع وترصيد مكتسبات المنظومة الوطنية للتربية والتكوين والبحث العلمي  وتتبيث دعامات الإنصاف والجودة  الارتقاء بالفرد والمجتمع

 

وأكد السيد بلقاسمي في كلمته في الندوة الوطنية حول الأسبوع العربي للبرمجة أن مدخل إدماج تكنولوجيا المعلومات والاتصال في سيرورة التعلمات الصفية  كذا التدبير الإداري والتقني يعد أحد أهم ركائز هذا الإقلاع المنشود وقد أتبث هذا التدبير نجاعته وفعاليته مع ما شهدته بلادنا وسائر أرجاء المعمور من تفشي لوباء كورونا كوفيد 10 الذي ألزم الناس بيوتهم وأغلق أبواب المدارس والجامعات وسائر مؤسسات القطاعات الأخرى فلم يكن من منفذ على الحياة التربوية والتعلمية إلا منفذ تكنولوجيا المعلومات والاتصال ولم يكن من تعلم ناجح ناجع ومفيد حام لصحة الفرد والمجتمع وقتها إلا التعلم عن بعد ذلك الرهان أبانت فيه منظومتنا التربوية على علو الكعب وعن الريادة والجودة والارتقاء وكل هذا بفضل الانخراط المتميز لجميع أطرنا التربوية والإدارية والتقنية والتي اغتنم السيد الكاتب العام الفرصة لتوجيه الشكر الجزيل لها على المجهودات الاستثنائية التي بذلتها

 


وأكد السيد الكاتب العام أن الوزارة تحرص على بذل المزيد من الجهود لإرساء هذا المكون التربوي إيمانا منها بأهميته ونجاعته وراهنيته وقد سخرت لهذه الغاية إمكانات مهمة ماليا ولوجيستيا وبشريا ورافقتها برامج وطنية شاملة للتكوين والتكوين المستمر في إطار تشاركي تعاقدي بأهداف دقيقة وفعالة ويعتبر البحث العلمي والندوات الدولية والوطنية والجهوية والإقليمية التي يتم تنظيمها مجالا رائدا لإرساء المكون الرقمي وتكنولوجيا المعلومات والاتصال في مختلف مستويات منظومتنا التربوية وهي المبادرات التي ما فتئت الوزارة تثمنها وتزكيها ومن تلك المبادرات تنظيم المديرية الإقليمية مولاي يعقوب ندوة وطنية للتعريف بالاسبوع العربي للبرمجة بمشاركة نخبة من التربويين والمختصين والباحثين مؤكدا أن مقاربة تكنولوجيا المعلومات والاتصال بالبحث العلمي والدراسة الميدانية مزاوجة في الاشتغال بين الفعل التعلمي والفعل التعليمي ذلك أن أبرز مظاهر تلك المقاربة هو مأسسة تعلم البرمجة منذ سنوات مبكرة وتحفيز المتعلم على ذلك من خلال توفير عدة فرص يغلب جلها طابع المنافسة والتلعيب كسياق جد فعال لضمان انخراط واسع لكل المتعلمين ولعل هذا الأمر ما يوضح عدم تردد الوزارة في الانخراط في جميع المباريات والمسابقات الدولية والقارية وكذا الجهوية التي تعني بلدنا بعينها كما حاولت الوزارة أن تتقدم أكثر في هذا المجال بإقرار المسابقات الوطني وحث مصالحها الجهوية والإقليمية على إقرار مسابقات أخرى في مجال البرمجة المعلوماتية وما يرتبط بها مثل الروبوتيات التربوية حيث هنا يجب التذكير ببعض المسابقات والمنافسات البرمجية التي أصبحت تقليدا سنويا رسميا ومنها المشاركة الوازنة في اسبوع افريقيا للبرمجة والذي احتل فيه المغرب المرتبة الأولى للمرة الثانية على التوالي و الانطلاق في المشاركة الفاعلة في تحدي البرمجة الإفريقي والذي سجل المغرب أول مشاركة له هذه السنة والأكيد أنه سينافس على المرتبة الأولى في مستقبل الدورات القادمة  تالثا المسابقة الوطنية برمجة الروبوتيات والتي تنظمها كل سنة مديرية جيني بتعاون دعم من شركائها في مجال الاتصالات ورابعا مشروع تعميق التكوين في مجال البرمجة المعلوماتية مع الشريك سامسونج الذي يستهدف بداية الأساتذة وهو الآن في مرحلة تعميق التكوين للمتعلمين وخامسا الأولمبياد الدولية في المعلوميات والتي تنظم الوزارة خلاله إقصائيات على عدة مستويات بغية تشكيل الفريق الذي يمثل المغرب في المنافسات الدولية وخلال أطوار الإقصائيات يستفيد بطبيعة الحال المتعلمون من سلسلة من التكوينات في مجال البرمجة المعلوماتية خاصة سادسا الاولمبياد الجهوية في الروبوتيات التي تنظم على مستوى الأكاديميات بشراكة مع جمعية نشيطة في مجال البرمجة والروبوتيات

 

وأوضح السيد الكاتب العام أن وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي تؤمن بضرورة التوجه نحو لغات العصر والتي يبقى أهمها حاليا لغة البرمجة كقناة تواصل مع التقنية بكل أنواعها وكمجال أصبح يعرف تقدما مكوكيا خاصة في ما يعرف بالذكاء الاصطناعي وتعلم الآلة والتعلم العميق مرورا بتقنيات معالجة المعلومات الضخمة وهي مصطلحات كانت مجرد أفكار لكنها اليوم واقع يتحكم في المجال الرقمي بأسره وأضحى الولوج إليه حتمية لا محيد عنها وأبرز أبواب ولوج ذلك الواقع هو تعلم البرمجة وتعلم الكفايات المتعلقة بها ومن هذا المنطلق فإن الوزارة لن تدخر جهدا ولن تفوت أية فرصة ضمان انخراط متعلميها أولا وأطرها التربوية ثانيا في تعلم أسس البرمجة وتحفيزهم على ذلك لعل المبادر العربية "أسبوع البرمجة العربي" التي انطلقت من تونس وبدعم من منظمة الألسكو لفرصة هامة في هذا الإطار نفتخر بها ولهذا قررت الوزارة الانخراط فيها بشكل فعال ابتداء من الموسم الحالي آملة ان تسهم في تحقيق ما نصبو إليه من إنماء للقدرات الرقمية للمتعلمين وإثراء لمعارفهم وتطوير لفكرهم النقذي وقدرتهم على التحليل والتركيب وكذا الاندماج في العمل الجماعي والتعاوني والذي نعتبره في حد ذاته كفاية هي مفتاح لتعلم وتنمية كل الكفايات الأخرى

 

وأكد السيد الكاتب العام أن الوزارة على يقين أن مثل هذه المبادرات كما في سياق الأسبوع العربي للبرمجة من شأنها تنمية الثقافة الرقمية والتكنولوجية للمتعلمات والمتعلمين كما أنها بدون شك ستطور قدراتهم على استيعاب مفاهيم وأساليب التقنية الحديثة واكتساب معرفة رقمية و تكنولوجية وستوفر لهم سياقا مناسبا لتطبيق تلك المعرفة والتدرب عليها مما سيؤهلهم للتعامل الإيجابي والفعال مع ما تعرفه ميادين الفكر والثقافة من تحديثات

 

وأكد السيد الكاتب العام أن مجهودات الوزارة تاتي في إطار تفعيل مقتضيات القانون الإطار 51-17 وخاصة المادة 33 منه والتي تتعلق بالرفع من جودة التعلمات من خلال تطوير الموارد الرقمية وتنويع أساليب التعلم حيث تنص هذه المادة على الابتكار وإنتاج الموارد الرقمية و تعزيز التعلم الالكتروني وتنويع أساليب التدريس من خلال استثمار تكنولوجيا المعلومات والاتصال في التربية

 

وتوجه السيد الكاتب العام بالشكر الجزيل للقائمين على هذه المبادرة الرقمية العربية المتميزة وعلى رأسهم منظمة الألسكو والجمعية التونسية للمبادرات التربوية ووعد السيد بلقاسمي أن المغرب قد اعتاد أن يلعب أدوارا طلائعية في مثل هذه المناسبات التربوية الهادفة وأن حدث الأسبوع العربي للبرمجة لن يشكل استثناءا وسنقدم ما باستطاعتنا تقديمه لنيل مراتب مشرفة

Post a Comment

إضافة تعليق على الموضوع مع عدم تضمنه لعبارات مسيئة
شكرا على مشاركتكم

أحدث أقدم