أكد السيد محمد سعد برادة وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة أن ميزانية قطاع التعليم قد بلغت هذا العام حوالي 87 مليار درهم، ومن المتوقع أن ترتفع إلى 92 مليار درهم في العام المقبل. وأشار إلى أن 68 مليار درهم من هذه الميزانية مخصصة لأجور الموظفين، مؤكدًا أن النظام الأساسي لموظفي قطاع التربية الوطنية الجديد النموذجي يشكل حافزا كبيرا لجميع العاملين في قطاع التعليم.
حديث السيد الوزير جاء خلال رده على تساؤلات
السادة النواب خلال مناقشة ميزانية قطاع التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة
بلجنة التعليم والثقافة والاتصال بمجلس النواب اليوم الجمعة 8 نونبر 2024 حيث أشار
إلى ميزانية التربية الوطنية تمثل حوالي 6 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي وهو
ما يضع المغرب في مصاف الدول الرائدة في هذا المجال على غرار الولايات المتحدة
والدنمارك اللتين تخصصان نسبة مماثلة من ناتجهما المحلي الإجمالي للتعليم ضاربا
مثل بفرنسا التي تخصص نسبة 5.2 في المئة للتعليم. وشدد السيد الوزير على أه يجب أن تنعكس هذه
الميزانية على ترتيب المغرب في التصنيفات العالية وأن لا نظل متأخرين خصوصا في
تصنيف PISA.
وقال السيد الوزير أن “هذا الاستثمار الكبير في قطاع التعليم يعكس التزامنا بتحسينه، وهدفنا من خلال مدارس الريادة هو رفع تصنيف التعليم في المغرب وإذا نجحت التجربة يمكن أن نصل إلى مستوى قريب من تركيا التي تحتل مراكز بين 40 و45 في التصنيف العالمي للتعليم بدلا من بقائنا في المراكز المتأخرة مثل المرتبة 75”.
وردا على الجدل والمغالطات التي تصاحب تنزيل مشروع مدارس الريادة أوضح السيد الوزير الجديد أن هذه المدارس تضمن تكافؤ الفرص مشيرا إلى أن التلاميذ المجتهدين غالباً ما تحظى أسرهم بإمكانيات لمتابعتهم وتوفير دروس إضافية بينما يفتقر تلاميذ آخرون إلى هذه الإمكانيات وقد لا تبدي أسرهم اهتماما كافيا بنجاحهم الدراسي ما يؤدي إلى دخولهم الفصول الدراسية بمستويات متفاوتة من الفهم وهو ما يكرس عدم تكافؤ الفرص. مضيفا أن الإشكال لا يكمن في من التحق بمدرسة الريادة أو من لم يُتح له ذلك بعد بل في وجود تلاميذ يتركون التعليم الإعدادي وينتهون إلى الشارع، ما يساهم في ازدياد أعداد الشباب غير الملتحقين بالدراسة أو العمل وهذا تحدٍ نتحمل مسؤوليته كمدرسة ومجتمع.
وأكد السيد الوزير أن تجربة مدارس الريادة ناجحة بشهادة مؤسسات تقييم التعليم على المستوى الوطني والعالمي موضحا أنه قد تم طرح 100 سؤال على تلاميذ مدارس الريادة وعلى تلاميذ مدارس عادية حيث أجاب التلاميذ في المدارس العادية أعلى 40 سؤالا بشكل صحيح بينما أجاب تلاميذ مدارس الريادة على 60 سؤالا بزيادة تصل إلى 50 في المئة وهو ما يدل على نجاح التجربة.
من جانب آخر أشار السيد الوزير إلى استفادة 320 ألف تلميذة وتلميذ من تجربة مدارس في 600 مؤسسة وقد حققت نجاحا مهما وسيستمر هذا النجاح مع توسيع التجربة لتشمل 2000 مؤسسة تعليمية مشددا على أن ما يتعلق تكاليف تنزيل مدارس الريادة ليس مكلفا فكل ما تحتاجه المدرسة هو حاسوب وجهاز عرض وسبورة، بتكلفة إجمالية حوالي 15 ألف درهم مع تكلفة صيانة بسيطة تقدر بألف درهم كل عامين. معتبرا أن التحدي الحقيقي هو ضرورة تجهيز المدرسة بشكل لائق حيث تم ترميم 2000 مدرسة حتى الآن والهدف هو ترميم جميع المدارس والمؤسسات التعليمية في غضون 3 سنوات مشيرا إلى أن المكلف من وجهة نظره في هذه العملية هو توفير دروس الدعم للتلاميذ المتأخرين دراسيا، وأيضا تدريب الأساتذة والمفتشين بالرباط.
وأشار السيد الوزير إلى أنه في السنة الأولى لمدارس الريادة تم
الاعتماد على نسخ مطبوعة بفوطوكوبي للتجربة وتحديد النقاط التي تحتاج إلى تحسين في
المقررات، أما هذا العام فقد تم توفير الكتب رغم وجود بعض المشاكل في مناطق الشمال
حيث لا تزال بعض المناطق تستخدم النسخ لكن سيتم تصحيح الأمر قريبا أما في باقي
المدن فالكتب متوفرة وتم توزيعها مجانا هذا العام بينما ستصبح متاحة للشراء كباقي
الكتب المدرسية في العام القادم.
إرسال تعليق
إضافة تعليق على الموضوع مع عدم تضمنه لعبارات مسيئة
شكرا على مشاركتكم