مفتشو التعليم يحتجون أمام الوزارة بالرباط ويلوحون بتعليق المهام خارج المدار الحضري

 


الرباط – بقلم عبد الحق شابل مفتش تربوي

تحولت ساحة "باب الرواح" أمام مقر وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة بالرباط، ظهر يوم السبت 13 دجنبر 2025، إلى فضاء للحزن والغضب، حيث احتشد العشرات من مفتشات ومفتشي التعليم القادمين من مختلف جهات المملكة، في وقفة احتجاجية وحدوية، تنديدا بظروف العمل التي أودت بحياة زميلتيهم "شهيدتي الواجب المهني".

تأتي هذه الوقفة التي حملت شعار "وقفة الوفاء والغضب والكرامة"، استجابة لنداء نقابة مفتشي التعليم وبمساندة كل من اللجنة الوطنية لمفتشات ومفتشي التعليم (FNE)والنقابة الوطنية لمفتشات ومفتشي التعليم بالمغرب (UMT)، إثر الفاجعة المؤلمة التي هزت الأسرة التعليمية يوم 24 نونبر 2025، والتي أسفرت عن وفاة المفتشتين صفاء الزياني وشدى السرغيني، في حادث سير مأساوي وهما على متن سيارة المصلحة التابعة للمديرية الإقليمية بالعرائش أثناء أداء واجبهما المهني.



وقد ارتدى المحتجون الشارات السوداء تعبيرا عن الحداد، ورفعوا شعارات قوية ترفض اعتبار سلامة المفتشين "ترفا"، وتطالب بوقف ما أسموه "سياسة الاستهتار بأرواح المفتشات والمفتشين".

وشدد المحتجون، وفق البيانات التي تليت خلال الوقفة، على ضرورة "كشف الحقيقة كاملة" حول ملابسات الحادث. وطالبت الهيئات النقابية بفتح تحقيق نزيه وشامل يحدد المسؤوليات التقصيرية بدقة، ويرتب الجزاءات القانونية لإنصاف الضحايا وعائلاتهم، وضمان عدم تكرار مثل هذه المآسي التي تمس بكرامة وسلامة أطر المراقبة والتأطير.

وفي خطوة تصعيدية لافتة، أعلن المكتب الوطني لنقابة مفتشي التعليم في بيانه الختامي للوقفة، عن قرار "تعليق القيام بمهام التفتيش والتأطير والمراقبة والتقييم خارج المدار الحضري كلما لم تتوفر شروط السلامة والحماية في السيارات المستعملة للتنقل".



ويأتي هذا القرار كرد فعل مباشر على تهالك أسطول سيارات المصلحة، حيث دعت النقابة الوزارة الوصية إلى تجديد حظيرة السيارات بشكل عاجل، وتخصيص عدد منها حصريا لهيئة التفتيش، مذكرة في الوقت ذاته بضرورة تفعيل المذكرة الوزارية رقم 56 بتاريخ 16 مارس 2010 الخاصة بتوفير شروط وسائل العمل.

واختتمت الوقفة بتأكيد المحتجين، وعلى لسان الكاتب العام لنقابة مفتشي التعليم محمد لهلالي، أن هذه المحطة ليست سوى بداية، وأن الهيئة مستعدة لخوض كافة الأشكال النضالية للدفاع عن كرامة المفتش وحقه في ظروف عمل آمنة، داعين الوزارة إلى الالتزام بتعهداتها والاستجابة للملف المطلبي بشموليته، لإنهاء حالة الاحتقان التي يعرفها القطاع.

وانفض المحتجون في جو من المسؤولية والانضباط، مؤكدين أن دماء "الشهيدتين" لن تذهب سدى، وأن معركة "السلامة والجودة" ستظل مستمرة. "الوفاء والغضب"

Post a Comment

إضافة تعليق على الموضوع مع عدم تضمنه لعبارات مسيئة
شكرا على مشاركتكم

أحدث أقدم