إعلام البيجيدي: شعبية ابن كيران أفضل من شعبية رجال السياسة في الديمقراطيات الغربية


دأبت عدد من المؤسسات المختصة في استطلاعات الرأي على تنظيم استطلاع يتلوه آخر وكلها تشتغل على أسئلة وفرضيات تضع شعبية رئيس الحكومة عبد الإله ابن كيران موضع التساؤل، مع عمل هذه الاستطلاعات على تغيير مؤشرات القياس وطبيعة الأسئلة وعددها من استطلاع لآخر، ومن هذه  الاستطلاعات استطلاع للرأي أعدته يومية "ليكونوميست" من خلال  مؤسسة "سونيرجيا" المتخصصة.
 وقد أظهر الاستطلاع الأول شعبية ابن كيران، ومن خلاله حزب العدالة والتنمية، حيث "فاز" فيه ابن كيران بــ 88 بالمائة، ثم الاستطلاع الثاني الذي أكد فيه المستجوبون أن ابن كيران ينال ثقتهم بحوالي 65 بالمائة، ثم الاستطلاع الثالث الذي انحاز له بنسبة 53 بالمائة ثم الاستطلاع الرابع والأخير الذي أجرته مؤسسة "سونيرجيا" لفائدة يومية "ليكونوميست"، والذي قال إن ابن كيران لا يزال يحتفظ بشعبية بنسبة لا تقل عن 45 بالمائة من المستجوبين.
ومهما يكن فإن كل الاستطلاعات نسبية كما هو معلوم، وخاصة الاستطلاعات التي تعتمد بالعالم العربي، في الوقت الذي تقدمت الاستطلاعات التي تجريها بعض المؤسسات بالدول الغربية كثيرا من حيث المنهجية، والتي تقترب في نتيجتها إلى الحقيقة.

استطلاع "ليكونوميست" هذه المرة غير في مؤشر القياس المعتمد، حيث اعتمد مصطلح "الثقة" في الاستطلاع الأول وتراجع عن هذا المصطلح فاعتمد مصطلح "الرضا" عند الاستطلاع الأخير الذي بين أيدينا، مع العلم أن الفرق كبير بين المصطلحين في الدلالة اللغوية والدلالة السياسية أيضا. فضلا عن ذلك عمد الاستطلاع المذكور إلى الرفع من عدد الأسئلة من أربعة إلى خمسة،
ورغم الملاحظات المسجلة بشأن الاستطلاع المذكور. وبعد سنتين ونصف تقريبا من التدبير الحكومي الذي يكون دائما محط انتقادات وملاحظات، فإن الاستطلاع يؤكد أن شعبية ابن كيران متقدمة جدا ما يعني أن ما يقوم به الرجل من إجراءات على رأس الحكومة التي يترأسها تعكس ثقة المغاربة في هذه الشخصية، مع العلم أن حزب العدالة والتنمية لما تصدر الاستحقاقات الانتخابية في 25 نونبر 2011 حصل على نسبة 27 بالمائة من أصوات الناخبين، في حين أن الاستطلاعات تمنحه أزيد من 45 بالمائة، وهي مقارنة حاكمة ولها دلالة، لابد أن تكون حاضرة عند تحليل أي استطلاع للرأي، على اعتبار أن النسبة التي أفرزتها صناديق الاقتراع هي النسبة الحقيقة التي تعبر عن رأي المغاربة.  
وهكذا فإن الاستطلاع كشف أن العدالة والتنمية قادر على الفوز في الانتخابات إذا ما أجريت في الوقت الحاضر رغم وجوده في فوهة بركان التدبير الحكومي واتخاذ القرارات الشجاعة والتي قد تبدو للبعض مؤلمة. ذلك أن إعلان ما لا يقل عن 45 بالمائة من المستجوبين والممثلين بشكل محكم لجميع شرائح المجتمع المغربي، حسب "ليكونوميست"، أنهم يدعمون ابن كيران وسياسته وبالتبع منطق حزب العدالة والتنمية في التدبير، ثم الحكومة التي يقودها وهو رقم مهم. فيما عبر 31 بالمائة عن عدم رضاهم على الحكومة، وبقي 19 بالمائة محايدين. فيما 6 بالمائة لا يبالون.

جريدة ليكونوميست أشارت إلى أن أغلب كبار رجال السياسة في الديمقراطيات الغربية يسجلون انخفاضا كبيرا في شعبيتهم بعد شهور قليلة من تحملهم المسؤولية، حيث لا تنحاز إليهم أراء المستطلعين إلا بين 20 و30 بالمائة في الحد الأقصى. عكس ابن كيران وحزبه الذي يقود الحكومة.
وأشار الاستطلاع إلى أن عبد الإله ابن كيران رئيس الحكومة والأمين العام لحزب العدالة والتنمية، يشكل حالة استثنائية في تاريخ الزعماء ورؤساء الحكومات.
وسجل الاستطلاع الذي شمل 1000 شخص تم الاتصال بهم هاتفيا وهم 510 من الرجال و490 من النساء، منهم 600 حضري و 400 قروي، منهم 48 بالمائة يقل سنهم عن 34 سنة، (سجل) ارتفاعا في عدد القرويين الذين يؤيدون قرارات الحكومة ورئيسها، مما يؤكد أن قرارات الحكومة اجتماعية ومهمة لفئات المجتمع وخاصة منها الهشة والفقيرة، وما يعكس أن حزب العدالة والتنمية بدأت ترتفع كتلته الناخبة في القرى والبوادي بعدما كانت في المدن فقط.

كما خلص الاستطلاع إلى أن ابن كيران سحق زعيم الاستقلاليين حميد شباط من خلال المستجوبين،  بعدما راهن شباط، منذ تسلق إلى كرسي "الزعامة"، على كسر شعبية ابن كيران بمختلف المناورات، حيث أنه حوالي 44 بالمائة من المستجوبين لا يرون فرقا بين النسخة الأولى من الحكومة والثانية، كما أن 16 بالمائة يقولون إنهم لا يتوفرون على رأي في الفرق بين النسختين، حيث إذا تم دمج الرقمين معا فإننا سنصبح أمام نسبة 60 بالمائة ممن لا يرون أي فرق بين النسختين من الحكومة التي تتمتع بشعبية مقدرة من قبل جمهور المغاربة، ما يفسر أن معركة شباط ضد ابن كيران كانت خاسرة وباءت بالفشل، كما أن كل تلك المناورات التي حاكها شباط لم يكن لها معنى ولا أثر، هذا مع العلم أن فئة أخرى من المستجوبين ترى أن النسخة الثانية من الحكومة أحسن من الأولى، بينما فقط 12 بالمائة يقولون العكس.
كما كشف الاستطلاع حقيقة أخرى كان يفهم أو يعرف عكسها، وهي أن حزب العدالة والتنمية لا يتمتع بشعبية إلا في صفوف الأوساط الشعبية والمتوسطة، حيث أن الاستطلاع قال إن فئة الميسورين مطمئنون أكثر لحكومة عبد الإله ابن كيران، وذلك بنسبة 47 بالمائة، مع العلم أن هذه الفئة تمثل حوالي 13 بالمائة من المجتمع المغربي. وشددت ليكونوميست على أن الاستطلاع كشف أن المغاربة تصالحوا مع السياسة في عهد العدالة والتنمية وابن كيران، حيث باتوا يهتمون بالحكومة وعملها وانجازاتها عكس ما كان عليه الحال في السنوات السابقة.

وقال ذات الاستطلاع إن 58 بالمائة من المغاربة يرون أن الحكومة في الطريق الصحيح، من خلال ما يظهر من عملها وانجازاتها، مقابل 31 بالمائة قالوا "لا" وامتنع 11 بالمائة عن الإجابة. كما أشار ذات الاستطلاع أنه في عهد حكومة ابن كيران حدث تحول نوعي في مستوى الأمن، حيث تحسن بشكل ملحوظ. وفسرت ذلك الجريدة التي أنجزت الاستطلاع إلى كون حكومة عبد الإله ابن كيران أنهت الفوضى والاضطرابات التي شهدها المغرب وبعدما تنامت الاحتجاجات الشعبية، كان يتم احتلال المؤسسات العمومية، وما عرفته من كثرة الاعتصامات والإضرابات، بعدما أعلن ابن كيران أنه لن يحصل أحد على مطلب بالاحتجاج فقط، وخاصة إذا لم يكن صاحب حق، وهو ما أدى الى تراجع هذه الاحتجاجات التي في كثير من الأحيان لم يكن لها منطق أو كان لها منطق الريع.
وأشار الاستطلاع إلى أن 65 بالمائة من المستجوبين يروا أن الحكومة أنجزت أوراشا إصلاحية كبرى ومهمة.

منقول عن موقع حزب العدالة و التنمية-بدون تصرف-



Post a Comment

إضافة تعليق على الموضوع مع عدم تضمنه لعبارات مسيئة
شكرا على مشاركتكم

أحدث أقدم