بلمختار : المدارس العمومية تحصد النقط السلبية وتوجه مكشوف نحو التعليم الخاص


انتقد رشيد بلمختار الوضعية الحالية للمنظومة التعليمية التي وصلت الى مكانة متدنية، واصفا ان التراكمات السلبية قائمة منذ عقود ما يعني ان الاصلاحات ظلت غائبة ولم تلج قطاع التعليم حتى في ظل البرنامج الاستعجالي وميثاق التربية والتكوين اللذين رصدت لهما الملايير.

وقلب وزير التعليم الصورة امام مجلس النواب حيث صار يطرح الاسئلة بدل تقديم الحلول للمنظومة التعليمية قائلا "ماذا يدرس ابناؤنا هذا هو السؤال"، "ماهي طبيعة تكوينات المدرسين هذا هو السؤال" ....
اما الدراسة التي انجزتها الوزارة بتنسيق مع اليونسيف حول وضعية التعليم الاولي فقد كرست التوجه نحو امتداح التعليم الخاص ومقوماته من خلال الاطراءات رغم انه يتلمس الطريق، ومنحه نقطة حسنة مقابل الاوصاف السلبية للتعليم العمومي، والعلامة الضعيفة التي حازها من قبيل التراجعات والتفاوتات.
بِلُغة الأرقام، بينت الدراسة أن التعليم الأولي التقليدي يهيمن بمعدل يساوي 80.4 ٪ من حيث بنيات الاستقبال، في حين يسجل التعليم الأولي العصري 10٪ فقط ، فيما لا تتعدى نسبة التعليم الأولي العمومي 9.6٪، وهو ما يفسر أن التعليم الأولي التقليدي "يبقى الأكثر ارتيادا من قبل الأسر على اعتبار أنه يناسب قدرتها الشرائية"،.
ونبهت الوثيقة إلى كون 40% من الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 4 – 5 سنوات، (حوالي 458 ألف طفل) لا يلجون إلى حد الآن أية مؤسسة للتعليم الأولي، وفق إحصائية للموسم الماضي، مسجلة عجزا واضحا في المناطق القروية بمعدل التحاق لا يتعدى 39.4 ٪، ولا تتجاوز هذه النسبة 25.5 ٪ للبنات بنفس الوسط.
ومن العوامل التي قالت الدراسة إنها تعوق إرساء تعليم أولي "معمم وذي جودة"، ذكرت "غياب رؤية للتعليم الأولي" و"عدم وجود منهاج مبني على أساس مبادئ واضحة وقيم تربوية مناسبة لهؤلاء الأطفال"، و"عدم انتظام مصادر التمويل"، و"ضعف تكوين المربين" و"غياب الفاعلين والشركاء في مجال التعليم الأولي بالوسط القروي الصعب"، فضلا "عن غياب حملات هادفة للتعبئة والتحسيس بأهمية مرحلة ما قبل التمدرس".
هذا وقد كشف وزير التربية الوطنية ان الوزارة تسير نحو رفع يدها عن بناء المرافق التعليمية والتي لا تعطي حسب ما كان يؤكده ويؤكده منذ سنوات نتائج الارتقاء بالتعليم، داعيا بالمقابل الى الاهتمام بالعنصر البشري. 

عن جريدة العلم عدد 4 يونيو 2014

Post a Comment

إضافة تعليق على الموضوع مع عدم تضمنه لعبارات مسيئة
شكرا على مشاركتكم

أحدث أقدم