العنف ضد الأساتذة إشارة لأزمة قيم واختلال منظومة التربية ببلادنا



اعتبر علي الشعباني، الأستاذ الباحث في الشأن الاجتماعي، أن ظاهرة تعنيف الأساتذة من طرف بعض التلاميذ، أصبحت تتفشى بشكل مخيف داخل مؤسساتنا، وتعكس الاختلال الذي أصبحت تعرفه هذه المدراس على مستوى الأدوار المنوطة بها والمهام الواجب عليها القيام بها. وعرج الشعباني خلال هذا الحوار على أهم الأسباب التي أدت الى ظهور هذه الظاهرة، وكذا المداخل الممكن الاعتماد عليها لتجاوزها ومواجهة أسبابها.
كيف تعرف ظاهرة العنف المدرسي تجاه الأساتذة؟
العنف هو العنف، هو استعمال القوة سواء من طرف مؤسسات أو أشخاص، وفي هذه الحالة، يكون ذا تأثير وخطر على المجتمع، بخلاف العنف الذي يمارس في أمور عادية كاللعب مثلا، لكم هذا النوع من التصرفات أو السلوكات العنيفة اللاأخلاقية التي بدأنا نسمعها من حين إلى آخر، وبدأت تتفشى بشكل خطير ومخيف جدا في المدارس المغربية، عندما أصبح بعض التلاميذ يهددون الأساتذة، بل ويقومون بأفعال إجرامية تجاه أساتذتهم، في الوقت الذي كانت المدرسة (ويجب أن تبقى) هي مكان للتربية ولترسيخ مجموعة من القيم الاخلاقية والدينية والتربوية، لأن المدرسة هي رافد آخر للتربية، فهي تسهم في تكوين الانسان وتعين على إدماجه بشكل جيد وسليم في المجتمع.
ماهي الأسباب التي أنتجت ظاهرة العنف الموجه نحو الأستاذ؟
الأسباب مرتبطة بمنظومة التعليم ككل وانسداد الآفاق، لأن هناك ضباب في مسألة المسؤول من هذا الجانب، هل هي المدرسة أم برامجها أم التغيرات التي طرأت على عقلية الانسان المغربي، الذي بدأ يتطلع لبعض الأمور التي فرضتها العولمة، وفرضتها المجتمعات المهيمنة على دول اقتصاديات العالم الثالث. ثم هناك أسباب مرتبطة بأزمة قيم، فعندما نحذف البرامج التي ترسخ القيم الاخلاقية، عن طريق التربية الاسلامية مثلا، أو عن طريق بعض النصوص التربوية المستمدة من الثقافة العربية الاسلامية، فمعنى هذا، أننا نفتح الأبواب مشرعة نحو ترسيخ العنف بالمؤسسات، لأنه عندما ينتفي الحياء وقيم الاحترام وتقدير الأستاذ والمؤسسة، وغيرها، عندما تنتفي مثل هذه القيم، لا يمكن أن ننتظر إلا ما نشاهده حاليا.
ماهي المداخل المتوفرة لمعالجة هذه الظاهرة؟
الحل هو أن يعود المجتمع ليكتشف نفسه من جديد، أن يعيد اكتشاف القيم التي ضمنت له الاستقرار والاستمرار لسنوات طوال، هذه السلوكات، لم نكن نشاهدها في مدارسنا ولا في شوارعنا، والسبب الرئيس في ذلك، أنه كان هناك ثقل لمجموعة من القيم، التي كانت ترسخ لمثل هذه المبادئ، فالإنسان كان يذهب الى المدرسة للبحث عن المعلومة لتكوين ذاته، ولم يمكن يذهب للبحث عن شهادة أو نقطة متفوقة أو غيرها، أما الآن، فالطلبة يريدون أخذ أكبر نقطة بدون مجهود، وعندما يتعامل معهم الأساتذة بنوع من المنطق ولا أقول الصرامة، تنقلب عليه الأمور من كل جانب، وحتى الأسر ساهمت في هذه الفوضى، عندما تناصر أبناءها وتقف الى جانبهم على حساب الأستاذ والمنطق، وعندما تبحث عن النقطة المتفوقة بشتى الوسائل المشروعة وغير المشروعة، وعندما لا تتحقق هذه الأمور، يحمل الأستاذ كل النتيجة، وللأسف، فهو الحلقة الأضعف، فلا يجد من يحميه سواء داخل المؤسسة أو خارجها، فهو مهدد في حياته وصحته، نتيجة قيامه بواجباته.
حاوره المحجوب لال


Post a Comment

إضافة تعليق على الموضوع مع عدم تضمنه لعبارات مسيئة
شكرا على مشاركتكم

أحدث أقدم