تغطية للمؤتمر الدولي الأول للتربية على المواطنة والديموقراطية المنعقد بمراكش تحت شعار " تنشئة الشباب من أجل مستقبل ديمقراطي




مراسلة عبد الرحيم الضاقية- تحت شعار " تنشئة الشباب من أجل مستقبل ديمقراطي " انعقد بمراكش المؤتمر السنوي الأول للتربية على المواطنة والديموقراطية بمبادرة من المركز المغربي للتربية المدنية على مدى أربعة أيام( من 26فبراير الى 1 مارس 2014) . وقد شهدت الجلسة الافتتاحية كلمة ذ. العربي عماد رئيس المركز المنظم الذي رحب بالحاضرين ووضع المؤتمر في سياقه الوطني والدولي مبرزا أهمية الموضوع / الشعار الذي تم اختياره للمؤتمر والذي ينسجم مع أهداف المركز وتطلعاته، كما أبرز المشاركة الوازنة لشخصيات مرموقة ورؤساء جامعات ذات صيت دولي ومنظمات عالمية مثل مؤسسة طوني بلير ومركز التربية المدنية بكاليفورنيا . وأعطى الكلمة بعد ذلك للسيدة الحاكمة العامة السابقة لكندا ميكاييل جين التي استهلت خطابها المطول بالتذكير بحضارة المغرب الضاربة في عمق التاريخ ورمزية مدينة مراكش للتطلع الى المستقبل دون نسيان الجذور . ثم أكدت على أهمية موضوع المواطنة في الجزء الأول من القرن الواحد والعشرين وضرورة الانفتاح على الشباب لإعطائهم الكلمة والإنصات الفعال لمطالبهم وآمالهم .كما ابتدعت مفهوم " أسلحة البناء الشامل " تجاه الشباب والتي هي الحوار وتقبل الآخر كما هو والإشراك والتشارك لمواجهة أخطار الدمار الشامل التي هي الانحراف والإدمان والأمراض المنقولة و الخروج المبكر من صفوف المدرسة .. ودعت الى ضرورة وضع الشباب نصب أعين أصحاب القرار وليس التقرير في غيابهم : لأن هذه القرارات تولد ميتة إذا لم يشارك فيها مواطنو المستقبل. وقد أحالت السيدة المستشارة ( حاليا ) على خطب الملك ومرجعيات الدستور المغربي واجتهادات بعض المفكرين المغاربة لتبيان الجهود الوطنية في مجال التربية على المواطنة والديمقراطية . وقد أحالت على مطالب الربيع الديمقراطي الفبرايرية وضرورة احتضان الحركة وروادها من أجل بناء غد أفضل . وختمت بالتأكيد على أن قضية التربية مسألة جدية و مصيرية في حياة الشعوب ولا تقبل  العبث أو التجريب . ومن جهته أبرز ذ. أحمد بن الزي مدير الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة مراكش تانسيفت الحوز أهمية عقد هذا المؤتمر في هذه المدينة المفعمة بالتاريخ والحضارة . كما اعتبر أن السيرة الحياتية للسيدة الرئيسة باعتبارها نموذجا لنجاح مهاجرة من أصول هايتية الى بلد متقدم ( كندا ) واستطاعتها الوصول الى رئاسة هذا البلد هي بمثابة قدوة حسنة لأكثر من 700 ألف تلميذ/ة بالجهة . كما ذكر بالأوراش التربوية والتنموية المفتوحة بالمغرب معتبرا أن الانفتاح على الآخر عملية إيجابة في سبيل تفعيل شعار المؤتمر ، متمنيا مقاما سعيدا للمشاركين القادمين من 21 دولة . وخلال الأيام الموالية للمؤتمر عرفت الأشغال تنوعا في وضعيات النقاش والتبادل الذي تم باللغتين الإنجليزية والفرنسية . وقد أحاطت العروض بالجوانب العلمية والقانونية والتربوية والديداكتيكية للتنشئة من أجل التربية على المواطنة والديمقراطية . وقد ساهم تنوع المتدخلين من القارات الأربع من تسليط الضوء على التجارب الدولية في الموضوع سواء في التعليم المدرسي أو  العالي .وقد كان للحضور المغربي قسط مهم من العروض التي تراوحت بين عرض تجارب ومناقشة بدائل ممكنة في تدريسية مختلف المواد. ومن الدروس المستقاة من أعمال الندوات الدقة والاختصار واحترام زمن التدخل والمناقشة، فمهما كان الشخص أو الموضوع لم يسجل أي تأخر أو إطناب اواحتكار للكلمة . وخلال يوم 27 فبراير تم عرض أعمال ومنتجات التلاميذ/ات المنخرطين في مشروع ( أكسيس ) وتم تقديمها في معرض جماعي دام طيلة أيام المؤتمر . وخلال اليوم الثالث توزع المشاركون على 11 ورشة للتبادل والتقاسم المباشر  لمواضيع تهم تنمية السلوكات الايجابية و اللإنصاف والعدد داخل العلاقات المدرسية وتطوير مقاربات جديدة لتنفيذ مناهج التربية على المواطنة ودور الإعلام وتكنولوجيا الإعلام والإتصال في بناء قيم اجتماعية تحترم الذات و الآخر في إطار تعدد تقافي يسهم في تنشئة الشباب من أجل مستقبل ديمقراطي . وعقدت الجلسة الختامية خلال اليوم الأخير بتقديم التوصيات والعروض التركيبية . وفي تصريح للعربي عماد أكد أن هناك تقدما كبيرا على المستوى التنظيمي للمؤتمر كما وجه الشكر للجميع باعتبار الحضور الوازن لكافة الفعاليات . كما أشار الى أن اللجنة المنظمة سوف تجتمع  للبحث عن حلول لبعض المشاكل التنظيمية المسجلة من أجل التقويم والتجاوز خلال الدورة المقبلة .                                           

Post a Comment

إضافة تعليق على الموضوع مع عدم تضمنه لعبارات مسيئة
شكرا على مشاركتكم

أحدث أقدم