محمد أوحمي
-يصبن بأزمات نفسية و يركبن الدواب و ينمن بالأقراص المنومة و يتعرضن للسرقة و التحرش الجنسي
- نساء التعليم بالبوادي النائية يقاسمن المرأة
القروية همومها و يكافحن جميعا و يستحقن التقدير و الاحترام في ثامن مارس
أزيلال : م أوحمي
هن فئة كبيرة من نساء التعليم بالعالم القروي النائي يعشن حياة خاصة لا يمكن وصفها ولا توجد إلا في مخيلة
مخرجي الأفلام الخيالية فوضعهن بمقر العمل
لا تختلف عن وضعية ساكنة المنطقة ، فمعاناة أيت عبدي و إميضر و تفراوت و زركان بزاوية أحنصال لا
تختلف عن ترسال و أيت مزالط و ... مأساة واحدة ، حيث يقطعن مسافات طوال مشيا على الأقدام أو
ركوبا على الدواب للوصول إلى أقرب نقطة لاستقالة وسيلة نقل كيفما كان نوعها و
مقدار حمولتها لأن الفرحة و الفرج بمغادرة المكان لبر النجاة لا يمكن قياسها في
مثل هذه الظروف ، فالأيام و الساعات تمر بخطى السلحفاة في بيت طيني متواضع تحيط به
الكلاب و القطط..
من نساء التعليم بهذه المناطق من تنام بإستعمال الأقراص المنومة، إذ تفضل بعضهن السكن
في نصف حجرة الدرس المشتركة ، ومن معاناة وظروف يومية قاسية إلى البحث عن قارورة
ماء للشرب أو للطهي تستغرق ساعات ، أما الاستحمام و تنظيف الملابس فإلى أجل غير
مسمى..
تحكي إحدى نساء التعليم بأزيلال في عقدها الثالث أنها وزملاؤها
يقتاتون من الخبز اليابس بعد طهي العدس في فصل الشتاء ، كما يتغيب التلاميذ بسبب ارتفاع
منسوب الثلوج ، وأن أغراضهم تتعرض للسرقة أيام العطل ، فكثير منهن أصبن بأمراض نفسية و مزمنة كالقلب و أمراض الكلي
و ...
تخليدا لليوم العالمي للمرأة تحدثت العديد منهن على انعدام
المستوصفات الصحية و الخوف من التعرض للتحرش الجنسي أو الإغتصاب و التهجم من طرف
بعض الأشخاص بالمنطقة .. ، ومن جانبه لم تخف أستاذة في عقدها الرابع و ضعيتها
المادية حيث مازالت تقبع في الزنزانة 9 لسنوات ، إذ أكد ت أن التعليم مازال يضم و
يحتضن فقراء يعانون من إرتفاع تكاليف الحياة و العجز على تسديد المتطلبات من
واجبات الكراء و لوازم الأبناء و التنقل اليومي إلى مقر العمل ...، فالوضعية تتأزم
سنة بعد أخرى بفعل تراكم الديون وصعوبة العيش بأجر لا يتعدى 5000 درهم في أحسن
الأحوال ...
لقدا صبح
الاحتفال باليوم العالمي للمرأة 8مارس عيد الأم ، يحضى باهتمام كبير .
فهو يوم تكريم لمرأة على الصعيد العالمي . وفيه يفتح قاش حول هدا الكائن اللطيف .
وخصوصا قضية العنف ضد المرأة .من هدا المنطلق تم الاحتفال بيوم المرأة العالمي
للمرة الأولى في 19 مارس 1911 في النمسا والدنمارك وألمانيا وسويسرا. وقد جاء هذا
الاحتفاء نتيجة نضالات ووقفات واحتجاجات ساهمت في لفت أنظار العالم إلى قضيتهن بدا
من تظاهرة التي قامت بها عاملات في بتروغراد (سان بطرسبورغ) عام 1917. وقد اختارت
الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 1977 تاريخ الثامن من مارس
للاحتفال ب"اليوم العالمي لحقوق المرأة والسلام".المغرب كان من بين
الدول الذي صادق على مواثيق الدولية الخاصة بحقوق المرأة والطفل وعلى إثرها حققت المرأة مجموعة من الكاسب والحقوق
. وأصبح
ليوم ثامن من مارس من كل سنة وقع خاص . ففي كل جهة من المملكة وفي كل مدينة تم
الاحتفال بتكريم المرأة وان اختلفت الوسائل والطرق لكن بقي الهدف واحد تكريم
المراة"
و نحن على مشارف
الاحتفال ب 8 مارس ككل سنة نستحضر بافتخار تضحيات نساء التعليم بالبوادي النائية
حيث يشاركن المرأة القروية همومها و تقاليدها و عملها اليومي حيث تنكبن في تنظيف
اللباس بالعيون و الوديان و تنتقلن إلى الأسواق الأسبوعية بالدواب أو مشيا على
الأقدام ,إنهن نساء اغتربن على أبنائهن و اخترن المغامرة في انتظار الفرج .
تحكي أستاذة بقيادة
مولاي عيسى ابن ادريس بنيابة التعليم أزيلال
أم لطفل أنها تعمل بعيدا عن فلذة كبدها و زوجها الذي يشتغل بخريبكة لمدة سبع سنوات لاتتوانى لحظة فارغة من وقتها
للاتصال بشريك حياتها هاتفيا للسؤال عن أحواله و أحوال الطفل الذي فارق حنان أمه
بعد انصرام عطلة الولادة .
حالها لا يختلف عن حال
العديد من نساء التعليم اللواتي اخترن ركوب المغامرة في حياتهن و شعارهن الصبر
منهن من تتنقل يوميا مسافات طوال إلى الحواضر "لانافيت"يستيقظن باكرا و
يهيئن فطور أبنائهن و أزواجهن و يغادرن بيت الزوجية باكرا في انتظار حافلة أو
سيارة أجرة أو "خطاف "
معاناة تكبر يوميا مع
فقدان الأمل و صبر الأزواج ,لطيفة أستاذة التعليم الابتدائي بنيابة الفقيه بن صالح
اختارت التضحية من أجل معانقة دفء أسرتها بمدينة الفقيه بن صالح و اقتنت سيارة
مستعملة تستهلك ثلث راتبها من الوقود ذهابا و إيابا إلى مقر عملها تستيقظ باكرا
حتى تتمكن من الوصول إلى عملها في الموعد بعد مسافة 50 كلم منها أربع كلم غير
معبدة تجبرها صعوبة الولوج إلى الوحدة المدرسية هذه الأيام بسبب الأوحال إلى قطع
المسافة مشيا على الأقدام حيث يتم استبدال الحذاء الجلدي بحذاء مطاطي و في يديها
أغراضها ,تحية إجلال و تقدير للطيفة و أمثالها من نساء التعليم .
تتذكر أستاذة استفادت من
الحركة الوطنية مؤخرا معاناتها بإحدى المدارس بنيابة أزيلال حيث اقتنت دابة و
صديقتها الأستاذة لاستعمالها في التنقل نهاية كل أسبوع
أثناء السفر للقاء الزوج و الأبناء ,استمر حالهما على هذا الوضع لسنوات إلى حين
الفرج في الوقت الذي يكلفهما ذلك أموالا باهظة لمعيل الدابة .
تحية لتلك التي تقضي اليوم كله في انتظار حافلة
أو سيارة أجرة أو ...تقلها لمقر عملها و لسانها ينطق
عبارات" باركا، أرا عندي، على ليمن... الله يفرج "لتلك التي تجمع حطب التدفئة كزميلاتها الأم القروية بين غابات و جبال المغرب العميق وتعاني صيفا و شتاءا لتلك التي تعمل في الخفاء بعيدا عن الأضواء و الشهرة على المجلات النسائية، إلى التي تبحث فقط عن شيء من الأنوثة بداخلها !
عبارات" باركا، أرا عندي، على ليمن... الله يفرج "لتلك التي تجمع حطب التدفئة كزميلاتها الأم القروية بين غابات و جبال المغرب العميق وتعاني صيفا و شتاءا لتلك التي تعمل في الخفاء بعيدا عن الأضواء و الشهرة على المجلات النسائية، إلى التي تبحث فقط عن شيء من الأنوثة بداخلها !
و تحية خالصة لجميع نساء التعليم المرابطات في شوارع الرباط لاسترجاع
حقهن المغتصب المتمثل في الترقية بالشواهد بعيدا عن أسرتها و عائلتها وهي تعاني و
تتعرض للقمع ,تحية للنساء اللواتي ضحين بالغالي و النفيس من أجل الرقي و الدفع
بالمنظومة التربوية إلى الأمام.
إرسال تعليق
إضافة تعليق على الموضوع مع عدم تضمنه لعبارات مسيئة
شكرا على مشاركتكم