بحوار مع المدير الإقليمي بالقنيطرة : حصيلة مرحلية لتنزيل رافعات الرؤية الإستراتيجية إيجابية


محمد أدادا


محمد أدادا المدير الإقليمي لوزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي بالقنيطرة لـ "العلم":
الحصيلة المرحلية لتنزيل رافعات الرؤية الاستراتيجية جد إيجابية وتدعو الى التفاؤل

أكد السيد محمد أدادا، المدير الإقليمي لوزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي بالقنيطرة، على أن الحصيلة المرحلية لتنزيل رافعات الرؤية الاستراتيجية جد إيجابية، عارضا في حواره مع الجريدة مجموعة من المؤشرات الإيجابية والنسب المرتفعة التي تم تحقيقها في خضم تنزيل مشاريع الإصلاح بمديرية القنيطرة، معتبرا إياها تدعو الى التفاؤل خصوصا وأنها همت جميع مجالات التدخل.

mohamed addada


++مرت أكثر من ثلاث سنوات على البدء في تنزيل المشاريع المندمجة ورافعات الرؤية الاستراتيجية للإصلاح 2015/2030 كيف تقيمون هذه المرحلة؟
إن المتأمل الموضوعي لرافعات الرؤية الاستراتيجية يجد نفسه أمام رؤية منسجمة وإجراءات متكاملة وبناء محكم سواء على مستوى الشكل أو المضمون، وتكفي نظرة مقارنة بين وضعنا في 2015 ووضعنا اليوم في 2019، هناك أمور كثيرة تحققت: على صعيد نسبة التعميم والهيكلة والمناهج والمقررات والكتب المدرسية، ومنهجيات التدريس وفضاءاته، وحكامة القطاع وخاصة إرساء الجهوية وتعزيز البنيات القائمة ببنيات جديدة، والدعم الاجتماعي والتعليم الأولي والنقل المدرسي ........ يمكن أن أجزم لكم أن الحصيلة المرحلية لتنزيل الرؤية الاستراتيجية جد إيجابية والمؤشرات والملامح الأولى تعطينا التفاؤل، وتدعونا في الوقت نفسه إلى بذل مزيد من الجهد، بحيث هناك ارتفاع في نسب التمدرس بالأسلاك الثلاثة وتقليص كبير لنسب الهدر والانقطاع عن الدراسة وارتفاع نسب المستفيدات والمستفيدين من الدعم الاجتماعي وخدمات الداخليات والاطعام المدرسي وتعميم برنامج "تيسير" على جميع اسر التلاميذ بالجماعات القروية بالابتدائي وأسر تلاميذ الجماعات القروية والحضرية بالإعدادي، وهنا لا تفوتني الفرصة لأذكر بأن خطاب جلالة الملك نصره الله وتوجيهاته بخصوص الدعم الاجتماعي وبرنامج التحويلات المالية المشروطة "تيسير"  والتعليم الأولي أعطت دفعة قوية ونفسا جديدا مكن من تحقيق نتائج مهمة وذات وقع إيجابي على التلاميذ وأسرهم.
++كيف تعملون بمديرية القنيطرة على تنزيل وتنفيذ مشاريع الرؤية الاستراتيجية؟
يمكن أن أجزم وبكل صراحة أن ما كان مسطرا في برنامج المديرية تم تجاوزه وتحقيق نجاح هام وصل إلى 100 % في بعض المجالات. فعلى مستوى النقل المدرسي مثلا انتقل عدد المستفيدات والمستفيدين من 4330 موسم 2017/2018 إلى 5294  موسم 2018/2019 ، بزيادة وصلت الى 243 %. عدد الاسر المستفيدة من برنامج "تيسير" كان الموسم الماضي 43324 ووصل هذا الموسم الى 77090 بزيادة وصلت 52 %.  وفي إطار الاطعام  المدرسي بالإعدادي انتقل عدد المستفيدات والمستفيدين من 1202 الى 1336 ونفس التطور بالنسبة للابتدائي، مع الاشارة هنا الى أنه سيتم فتح خمس داخليات جديدة و تماني مؤسسات تعليمية : ابتدائيتين وأربع إعداديات وتأهيليتين. وبخصوص التعليم الأولي فقد تم هذه السنة تجهيز وإحداث 135 قسما جديدا، كما عملنا في هذا النوع من التعليم على تكوين وتأهيل المربيات ومراعاة التمييز الايجابي للأوساط القروية وشبه الحضرية وذات الخصاص، كما استفادت 20 جمعية من الدعم المقدم من طرف الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة الرباط سلا القنيطرة لدعم تأدية أجور المربيات، وتم تيسير الادماج المدرسي التدريجي لذوي الاحتياجات الخاصة بحيث انتقل عدد الاطفال بالأقسام المدمجة من 151 السنة المنصرمة الى 222 هذا الموسم...كحصيلة مرحلية نحن راضون عما تحقق لكن نطمح لتحقيق الأحسن، إضافة إلى ما قلته هناك ارتفاع ملحوظ لنسب النجاح بجميع الاسلاك والمستويات الإشهادية، كما أن تلامذة المديرية يحصلون على نتائج جيدة ويحصدون المراتب المتقدمة في المسابقات الجهوية والوطنية والدولية وكمثال على ذلك حصول التلميذ محمد خير على ميدالية ذهبية والتلميذ محمد الكفيل على ميدالية فضية في مسابقة الأولمبياد العربية في الرياضيات المقامة مؤخرا بالمملكة العربية السعودية.  خلاصة القول أنه ولتحقيق ما نصبو إليه ونكون عند حسن ظن صاحب الجلالة نصره الله وأيده، وأسر المتعلمات والمتعلمين، وضعنا تصورا خاصا لتنزيل مشاريع الرؤية الاستراتيجية أساسه اعتماد الشفافية والوضوح في التسيير والتدبير مع إشراك الكل في هذا الشأن، عن طريق تحديد برنامج طموح ومضبوط في أدق تفاصيله: مجالات التدخل، المشاريع، مخططات العمل، الجدولة الزمنية، الموارد التي يجب تعبئتها، ووضع عدة للتتبع ثم أرضية لتدبير التغيير والتواصل من شأنها ضمان انخراط الجميع.
مديرية إقليمية القنيطرة


                   +كيف تتعاملون مع الإكراهات سواء تلك الطارئة(الخصاص جراء رخص الولادة والحج والشواهد الطبية الطويلة الأمد..) او تلك التي تعاني منها المنظومة ليس على مستوى القنيطرة فقط ولكن وطنيا كالاحتجاجات الأخيرة وما خلفته؟

المبدأ الأول لعملنا في المديرية، بتنسيق مع السيد مدير الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة الرباط سلا القنيطرة، هو توفير أكثر الفرص الممكنة لضمان موسم دراسي ناجح، ونحن نعلم أن إرغامات الواقع كثيرة ومتعددة، وتراكماتها متنوعة وممتدة في الزمن، ومع ذلك نحن مسلحون بأقصى درجات اليقظة والإرادة والأمل في تغيير نسبة عالية من الواقع، والتعامل مع الأحداث وفق ما تقتضيه المصلحة الفضلى للمتعلمات والمتعلمين وأيضا بمراعاة مصالح الفاعلين الآخرين. وكما تعلمون فالمدرسة شأنا مجتمعيا عاما، لذا فالإكراهات التي يمكن أن تعاني منها المنظومة التربوية شأن الكل أيضا، لذا نجد أن إحدى توصيات المجلس الأعلى للتعليم هي اعتبار الشراكة كآلية مهمة لتنزيل مشاريع الإصلاح. فالمديرية تنصت إلى الفاعلين والمشتغلين بالقطاع والفرقاء الاجتماعيين، لرصد رغباتهم ومحاولة تلبيتها، وكذا الأخذ بآرائهم ومقترحاتهم حول مختلف الظواهر،  ومن هنا تأتي أهمية التواصل والتعبئة المجتمعية. هدفنا هنا هو التغيير إن في البنيات أو في النسب، وهذا مرتبط بتعاقداتنا الجماعية على تحقيق النتائج المرجوة بالتدريج، والرفع من المؤشرات المحورية في هذه المرحلة، كالتخفيض من نسب الهدر ونسب الفشل وتعزيز فرص النجاح والاحتفاظ بالتلاميذ بكافة أساليب وأشكال الدعم الاجتماعي وتفعيل خلايا اليقظة وتشجيع الأنشطة المختلفة والرفع من مؤشرات النجاح كما وكيفا ، وتحرير المبادرات داخل المؤسسات التعليمية لتحفيز المدرسة وشركائها ومحيطها على المبادرة، ببعد مؤسسي يجعل منها تقليدا وممارسة يومية، تماشيا مع ما جاءت به الرؤية الاستراتيجية في هذا الباب، على أن تشارك كل مكونات المجتمع المدرسي والمحيط  والفاعل والمتدخل والمهتم والجمعيات الشريكة في تقديم حلول لتجاوز الاكراهات، حلول يكون أساسها المبادرة والتحفيز والقدرة على الإدارة الديمقراطية للشأن التربوي داخل المؤسسة التعليمية، من أجل ترسيخ قيم المواطنة والديمقراطية والحوار والتسامح.
أظن أن كل الاكراهات متغلب عليها في إطارالعمل بمنهجية تشاركية وبإرادة جماعية وهو ما يتم في القنيطرة، فالجميع منخرط، ومن هذا المنبر أتوجه بالشكر للجميع: السيد عامل عمالة القنيطرة والسيد مدير الأكاديمية الجهوية لجهة الرباط - سلا- القنيطرة والسلطات المحلية والمنتخبة والفرقاء الاجتماعيون و السادة المفتشون و السادة رؤساء المؤسسات و السادة الأساتذة وجمعيات الآباء والأمهات و أولياء أمور التلاميذ  و كل الجمعيات الشريكة و ذات الصلة بالقطاع...



+كيف هي علاقة المديرية بالشركاء الاجتماعيين؟
للشركاء الاجتماعيين دور مهم في تطوير المنظومة و المساهمة في تنزيل المشاريع الإصلاحية، ويرجع لهم الفضل أيضا فيما تحقق على مستوى الإقليم من نتائج إيجابية،  ويمكن أن أقول وبكل صدق أنني وجدتهم جميعا أناسا غيورين على المنظومة التربوية "القنيطرية" ويعملون ما في وسعهم تجاوبا وتعاونا ومشاركة في إيجاد الحلول لتجاوز الاكراهات. كما لدينا شركاء آخرون هم مختلف الجمعيات المهنية والشريكة والفاعلون في مختلف المجالات  ونعمل مع الجميع بغية تطوير منطق الشراكة والتعاون بما يخدم منظومة التربية والتكوين بالإقليم.

Post a Comment

إضافة تعليق على الموضوع مع عدم تضمنه لعبارات مسيئة
شكرا على مشاركتكم

أحدث أقدم