المجلس الأعلى للتعليم يشخص جمعيات آباء التلاميذ..مكامن ضعف و توصيات




قدم المجلس الأعلى للتربية و التكوين و البحث العلمي تقريرا حول عمل جمعيات آباء و أمهات و أولياء التلاميذ و التي تمثل شريكا أساسيا لبناء مدرسة الإنصاف و الجودة و الإرتقاء و إعتمد هذا التقرير الذي أصدره المجلس يوم الخميس 30 ماي 2019 على تحليل وثائقي عبر تشخيص الواقع الحالي من خلال بحث ميداني و من خلال دراسة مقارنة عبر تنظيم جلسات للتفكير و المناقشة بمشاركة هيئات وطنية ممثلة لجمعيات آباء و أولياء التلاميذ حيث أكد التقرير أن هذه الجمعيات يتم إحداثها على مستوى المؤسسات التعليمية العمومية و الخاصة و تتألف من آباء و أولياء التلاميذ و هي هيئات إجتماعية تطوعية و تحظى بالتمثيلية بالمجلس الأعلى للتربية و التكوين و البحث العلمي و بالمجالس الإدارية للاكاديميات الجهوية للتربية و التكوين و بالمجالس التدبيرية و التربوية بالمؤسسات التعليمية و تشير أرقام قدمها التقرير أن مجموع هذه الجمعيات عبر التراب الوطني هو 9043 جمعية أي بنسبة تغطية بلغت 83,43 بالمئة و تطرح هذه الأرقام أمام هذه الجمعيات تحدي القيام بأدوار ترسيخ جسور بين الأسرة و المدرسة و دعم عمل المؤسسة التعليمية و التعبئة من أجل إنجاح الإصلاح حيث يشير التقرير دائما إلى أنه بالإضافة للظهير الشريف رقم 1-58-376 الصادر سنة 1958 فإن المذكرة الوزارية رقم 03 لسنة 2006 هي الأكثر تحديدا لحقوق و واجبات هذه الجمعيات و لمستلزمات الإرتقاء بأدوارها

أرقام و نسب ضعيفة لإنخراط أولياء التلاميذ بهذه الجمعيات
من جانب آخر تحدث التقرير الصادر عن المجلس الأعلى للتربية و التكوين و البحث العلمي عن إكراهات و صعوبات عمل هذه الجمعيات من خلال البحث الوطني الذي أنجزته الهيئة الوطنية لتقييم حول التربية و الأسرة حيث أكد 52,7 بالمئة من المشاركين بالدراسة أنه لا وجود لهذه الجمعية بالمؤسسة التعليمية التي يتابع بها أباؤهم دراستهم و أنه رغم ان نسبة تغطية هذه الجمعيات مهمة بالقطاع العمومي إلا أنها تخفي بعض التفاوتات بين مختلف جهات المملكة و بين الوسطين الحضري و القروي و بين المستويات التعليمية التلاث مع التأكيد على أن نسبة هامة من المؤسسات التعليمية لا تتوفر على هذه الجمعيات خاصة بالوسط القروي و في التعليم الإبتدائي مع عزوف نسبة هامة من الاولياء عن حضور الجموع العامة لهذه الجمعيات و وجود صعوبات كثيرة في علاقة هذه الجمعيات بمنخرطيها و بأسر التلاميذ و تشير الأرقام أن درجة الإنخراط تنخفض في أوساط الأسر ذات الدخل الضعيف إلى 15,9 بالمئة و ترتفع عند الأسر ذات الدخل المرتفع بنسبة 47,3 بالمئة كما تشير نفس الأرقام أنه كلما إرتفع المستوى الدراسي لولي الأمر كلما تحسنت نسبة المشاركة الفعلية في إجتماعات الجمعية حيث ترتفع نسبة المشاركة إلى 43,5 بالمئة بالنسبة للمستويات الدراسية ما فوق الثانوي و تنخفض إلى 19,8 بالمئة لأولياء الأمور دون مستوى دراسي
و أضاف نفس التقرير أن نسبة الإنخراط تتمثل في 24,9 بالمئة بالوسط القروي و في 34,2 بالمئة بالوسط الحضري اما حسب الأسلاك الدراسية فإن نسبة الإنخراط بلغت 35 بالمئة بالتعليم الإبتدائي و 28,1 بالمئة بالتعليم الثانوي الإعدادي و 27,3 بالمئة بالثانوي التأهيلي

إكراهات و صعوبات
من جانب آخر اكد التقرير أن عمل جمعيات آباء و أمهات و أولياء التلاميذ تشوبه عدة إكراهات و صعوبات تتمثل أساسا في
- إسهام محدود في تدبير المؤسسة التعليمية من خلال مجلس التدبير
- إنشغال مفرط بأشغال الصيانة و التجهيز على حساب باقي الأدوار و المهام
- عدم تجانس القوانين الأساسية المنظمة للعملية
- عد تقيد العديد منها بالضوابط المسطرية في التأسيس و التنظيم و التسيير
- محدودية الالتزام بالشفافية و المقتضيات المتعلقة بإنتخاب مكتب الجمعية
- الحضور المفرط لأطر إدراية و تربوية في مكاتب هذه الجمعيات
- علاقات ضعيفة مع الفاعلين و الشركاء

توصيات المجلس الأعلى للتعليم لتطوير عمل الجمعيات
بعد سرد العديد من الإكراهات و الصعوبات التي تعرقل عمل جمعيات آباء و أمهات و أولياء التلاميذ تقدم المجلس الأعلى للتربية و التكوين و البحث العلمي بمجموعة من التوصيات لرفع مستوى عملها
على مستوى السلطة الحكومية
- صياغة نص قانوني أو تنظيمي يؤكد الطابع الخاص لهذه الجمعيات
- تعميم إحداث هذه الجمعيات في مختلف المؤسسات التعليمية
- إعداد برامج تكوينية مساعدة لعلى تمكين مسيري هذه الجمعيات من تملك المهام و الأدوار المنوطة بهم
- إصدار دليل مرجعي وطني مساعد لهذه الجمعيات على تنظيم هيكلتها و تحديد مهامها و أدوارها و إختصاصاتها في المؤسسات التعليمية
- إستكشاف يرصد التجارب و الممارسات الناجعة لهذه الجمعيات

على مستوى الإدارات الجهوية للتربية و التكوين
- تعبئة الإدارة و الفاعلين للغنخراط في مختلف الاوراش المشتركة مع الجمعيات
- تعميم هذه الجمعيات في المؤسسات التعليميةو تمثيليتها على مستوى المجالس التدبيرية و الإدارية
- تقديم الدعم و التأطير الضروريين للفاعلين التربويين بالمؤسسات التعليمية و إطلاق برامج لتقوية قدراتهم ذات الصلة في شأن التنسيق و التواصل مع هذه الجمعيات
- المواكبة و التتبع لمشاريع المؤسسات التعليمية المعدة و المنجزة بمشاركة عضويةبين إدارة المؤسسة و الفاعلين التروبيين و بين هذه الجمعيات و غيرها من الشركاء
- إشراك هذه الجمعيات في بلورة الأولويات التربوية الجهوية و الإقليمية
- تقديم كل أنواع الدعم و المساعدة الكفيلة بتحسين أداء هذه الجمعيات

على مستوى إدارة المؤسسة التعليمية
- التعامل مع هذه الجمعيات بإعتبارها شريكا أساسيا في الشأن التربوي
- توفير مقر ضمن فضاء المؤسسة لهذه الجمعيات
- برمجة لقاءات دورية منتظمة خلال السنة الدراسية مع أولياء أمور التلاميذ بتعاون مع الجمعيات الممثلة لهم
- تمكين هذه الجمعيات من مختلف الوسائل و المعلومات و المعطيات و الوثائق التي تهم تمكينها من الإسهام في تيسير تتبع آباء و أولياء التلاميذ للمسار الدراسي لأبنائهم
- الحرص على الحضور الفعال لممثلي هذه الجمعيات في مختلف مجالس تدبير المؤسسة التعليمية

على مستوى الجمعيات نفسها
- جعل مصلحة المتعلمين و المؤسسة التعليمية أولوية عمل الجمعية و أنشطتها
- إحترام المشروع البيداغوجي للمؤسسة
- إحترام الأدوار و الإختصاصات و الضوابط المنظمة لمهام الجمعية و لصلاحيات الإدارة التربوية داخل المؤسسة التعليمية
- حشد كل الجهود الكفيلة بتمكين الجمعية و الأجهزة المسيرة لها من القيام بمهامها على النحو الأمثل
- المشاركة في تحقيق أهداف الشراكات القائمة بين المؤسسة التعليمية و بين شركائها

إنجاز التقرير  
تربية ماروك - تجمع الأساتذة

Post a Comment

إضافة تعليق على الموضوع مع عدم تضمنه لعبارات مسيئة
شكرا على مشاركتكم

أحدث أقدم