ثلاث سنوات على رأس الوزارة..أمزازي رجل ينتصر على الأزمات

 


بحلول يوم 22 يناير 2021 كان السيد سعيد أمزازي قد قضى تلاث سنوات كاملة على رأس وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي وهي قطاعات تهم حوالي 10 ملايين من التلاميذ وطلبة الجامعات ومتدربي التكوين المهني بالإضافة لحوالي 300 ألأف من الموظفين من أطر تربوية وإدارية وتقنية مما يجعل من هذه المهمة صعبة ذات ثقل سياسي كبير خاصة وأن السيد أمزازي قد حظي بالثقة الملكية لتقلد هذا المنصب بعد غضبة ملكية أدت إلى إعفاء الوزير السابق لنفس القطاعات السيد محمد حصاد و الوزير الذي قبله السيد رشيد بلمختار بسبب سوء تدبير مشاريع ملكية منها ما يهم هذه القطاعات الثلاثة مما جعل من لحظة التعيين الملكي يوم 22 يناير 2018 لحظة قسَمِ على العمل عند حسن الثقة الملكية السامية وإنتظارات الشعب المغربي عبر خدمة منظومة التربية والتكوين

أمزازي وتجاوز أزمات متسلسلة

أياما قليلة بعد تعيين كان السيد سعيد أمزازي على موعد مع أزمات متتالية كان أغلبها بسبب قرارات الحكومات السابقة أو إجراءات حكومية ذات وقع مهم على القطاعات التي يشرف عليها فإقرار الساعة القانونية الجديدة مثلا أنتج إحتجاجات تلاميذية كبيرة على استعمالات الزمن المدرسية حيث تمكن الوزير بعد إطلاق مشاورات من استثمار الجهوية في حل الأزمة عبر إعطاء الأكاديميات الجهوية والمديريات الإقليمية صلاحية تحديد مواعد الدراسة بتشاور مع تمثيليات جمعيات آباء وأولياء التلاميذ وباقي الشركاء

إلا أن نهاية هذه الأزمة كانت موعدا لانطلاق أزمة أخرى أكثر حدة تمثلت في احتجاجات أساتذة التعاقد والتي امتدت لأكثر من ثلاثة أشهر عبر إضراب مفتوح هدد السنة الدراسية حيث استطاعت الوزارة من إنهاء الأزمة عبر الإعتراف أولا بهشاشة التعاقد الموروث عن الحكومة السابقة حيث أتبث السيد سعيد أمزازي أنه رجل تواصل بامتياز بفتحه أبواب الوزارة أمام النقابات التعليمية وتمثيلية الأساتذة ومؤسسات جمعيات وشخصيات كوسطاء لحل المشكل حيث تم القطع نهائيا مع التعاقد بعد عقد المجالس الأدارية للأكاديميات الجهوية للتربية التكوين وإقرار نظام أساسي جديد لأطر الأكاديميات مبني على المماثلة والمطابقة مع النظام الأساسي لموظفي الوزارة في إطار التوظيف الجهوي مع استمرار الحوار لإنهاء كل أشكال الهشاشة

 

تمرير القانون الإطار بالبرلمان كان له نصيب أيضا من الأزمات المتتالية حيث لقي وزير التربية الوطنية صعوبات وعراقيل لضمان إجماع عليه داخل البرلمان حيث تسببت نقطة فريدة متعلقة بلغة تدريس المواد العلمية في تمديد فترة المناقشة والمصادقة إلا أن إصرار أمزازي على ضرورة الانفتاح اللغوي واسقاطه كل تهم تهديد الهوية المغربية بدلائل علمية مكنت من تحويل لحظة المصادقة عليه بالبرلمان لحظة تاريخية وطنية وانطلاقة جديدة لإجماع وطني لتنزيل هذا القانون الإطار الذي اعتبره الوزير غير قابلا للتأخير أو التأجيل

 

أزمة أخرى فاجأت العالم بأسره وهي أزمة وباء كورونا المستجد والتي كان لها تأثير مباشر وكبير على التعليم حيث بفضل التوجيهات الملكية السامية لإتخاذ إجراءات استباقية تحمي بلادنا من انتشار الوباء أعلنت وزارة التربية الوطنية عن توقيف الدراسة الحضورية يوم 16 مارس 2020 وتعويضها بالتعليم عن بعد ودون ارتباك حيث تم إطلاق اكبر عملية لإنتاج موارد رقمية إنخرطت فيها الأطر التربوية والإدارية والتقنية بقطاع التعليم مكنت من إنجاحها بالإضافة إلى تنظيم محكم للإمتحانين الجهوي والوطني الموحد من البكالوريا وفق بروتوكول صحي صارم مكن من إنقاذ السنة الدراسية 2019-2020 من شبح السنة البيضاء كما تمكن من إطلاق موسم دراسي جديد في موعده وفق نماذج بيداغوجية لقيت استحسانا وارتياحا عاما

 

أمزازي وإطلاق برامج وطنية مهمة

إن فترة تلاث سنوات على رأس وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي كانت كافية لإطلاق برامج وطنية عديدة وتعزيز أخرى ساهمت في توسيع الثقة في المدرسة المغربية وتحسين مؤشرات نجاحها فبالاضافة إلى تنمية الدعم الاجتماعي وعمليات التأهيل وزيادة عدد التوظيفات الجديدة التي قلصت من نسب الهدر المدرسي والاكتظاظ بالفصول الدراسية فقد أطلق الوزير عدد كبير من البرامج تمس تطوير وتعميم التعليم الأولي والتربية الدامجة وإطلاق برنامج مدن المهن والكفاءات وتعويض نظام الإجازة بالباشلور وتحسين النموذج البيداغوجي عبر تنقيح وتغيير الكتب المدرسية وإطلاق برنامج جديد لتكوين الأساتذة

 

أمزازي والثقة الملكية السامية

رغم الأزمات التي خرج منها السيد سعيد أمزازي منتصرا فإن أداء الوزير بعد تقلده منصب وزير التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي مكنه من أن يحظى مرة ثانية بالثقة الملكية السامية بإعادة تعيينه في نفس المنصب بعد التعديل الحكومي الأول لحكومة السيد سعد الدين العثماني كما اتبث الوزير خلال كل هذه الأزمات أنه رجل تواصل بامتياز حيث مكنت حركيته ونشاطه غير المنقطع للخروج أمام الرأي العام الوطني في مناسبات عدة لتكذيب إشاعات أو لتوضيح إجراءات الوزارة وفتح الباب أمام وسائل الإعلام المختلفة من أن يكسب مرة ثالثة الثقة الملكية السامية حيث تم تعيينه ناطقا رسميا باسم الحكومة

 

تربية ماروك – تجمع الأساتذة

Post a Comment

إضافة تعليق على الموضوع مع عدم تضمنه لعبارات مسيئة
شكرا على مشاركتكم

أحدث أقدم