المنظومة التعليمية المغربية ضمن المنظومات الدولية المستقرة والمَرِنة خلال الجائحة

 


تعتبر المنظومة التعليمية المغربية ضمن المنظومات الدولية الأكثر استقرارا في العالم عموما ووسط محيطه الجغرافي الإفريقي والعربي خصوصا حيث ضمنت الإجراءات التي اتخذتها وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي منذ بداية أزمة الجائحة من إنقاذ الموسم الدراسي المنصرم وضمان انطلاق الموسم الحالي في موعده المعتاد مع الحفاظ على سلامة التلميذات والتلاميذ والأطر الإدارية والتربوية والتقنية داخل الوسط المدرسي بفضل البروتوكول الصحي الصارم الذي تم اعتماده داخل المؤسسات التعليمية وأيضا اعتماد أنماط بيداغوجية ساهمت في ضمان التباعد الاجتماعي والحد من عوامل انتقال العدوى

كل هذه الإجراءات التي وصفها المتتبعون بالحكيمة جعلت المؤسسات التعليمية عموما منيعة ضد انتشار الوباء وينضاف إلى ذلك المرونة والخبرة التي أصبحت تتصف بها الأكاديميات الجهوية للتربية والتكوين والمديريات الإقليمية والمؤسسات التعليمية في اتخاذ قرارات الانتقال المؤقت إلى التعليم عن بعد في حالة الضرورة بتنسيق مع السلطات الصحية وبإعمال المذكرات الوزارية التي لم تغفل بروتوكول التعامل مع جميع الوضعيات الوبائية والتي جعلت هذه المؤسسات التعليمية في منأى عن البؤر الوبائية وضمنت الاستمرارية البداغوجية وسط تجَنُّد كافة مكونات المنظومة من أساتذة وأطر إدارية وتربوية وتقنية من أجل ضمان تمدرس كافة أبناء وبنات وطننا العزيز وفق الأنماط التربوية التي أرستها الوزارة وفي احترام تام للبرتوكول الصحي المعمول به

هذه المجهودات التي ضمنت استقرارا في سير الدراسة بالمؤسسات التعليمية كانت محط اعتراف من منظمات دولية ومنها المنظمة الأممية "اليونسكو" من خلال معطيات كشفت عنها مؤخرا بمناسبة مضي عام على انتشار الجائحة وضعت المملكة المغربية ضمن الدول التي اتخذت تدابير لازمة  للإبقاء على المدارس مفتوحة ومعالجة خسائر التعلُّم وتكييف نظامها التعليمي مع ظروف الجائحة كما وضعت المغرب ضمن 17 دولة من أصل 149 تولي الأولوية للأطر التعليمية في المرحلة الأولى من جهود التلقيح وإقامة شراكات قوية مع وزارات الصحة

وفي هذا الصدد وضعت المنظمة الأممية المغرب في المجموعة الأولى ضمن خريطة الدول التي أعطت الأولوية لأطرها التعليمية في المرحلة الأولى من عملية التلقيح من أصل 4 مجموعات تتضمن 149 دولة  كما وضعت خريطة إغلاق المدارس بسبب الجائحة المغرب ضمن الدول القليلة التي ضمنت فتح مؤسساتها التعليمية بشكل كامل خلال الموسم الدراسي الحالي وكَشَفَ عدَّاد الإغلاق أن مدة إغلاق المدارس بالمغرب لم تتجاوز 21 أسبوع منذ ظهور الجائحة

وسلطت المنظمة الأممية "اليونسكو" بمناسبة مضي عام على تفشي جائحة "كوفيد-19" خلال اجتماع عالمي لوزراء التربية والتعليم لضمان استمرارية التعليم بمشاركة 85  وزيراً من وزراء التربية والتعليم الضوء على التدابير اللازمة للإبقاء على المدارس مفتوحة، ومعالجة خسائر التعلّم، وتكييف نظمهم التعليمية، وذلك خلال اجتماع عالمي عقدته في 29 مارس 2021.

وأكدت المنظمة أن ما يناهز نصف عدد التلاميذ والطلاب في العالم مازالوا متأثرين بالإغلاقات الجزئية أو الكاملة في المدارس، ولن يستوفي أكثر من 100 مليون طفل إضافي الحد الأدنى من الإلمام بمهارات القراءة بسبب الجائحة.

وقالت المديرة العامة لليونسكو السيدة أودري أزولاي أن "مواجهة الأزمة التي طال أمدها تقتضي منا مضاعفة جهودنا واستهداف الأولويات الصحيحة وهي الأولويات التي ستتيح لنا بالفعل جعل التعليم منفعة مشتركة وحقا أساسيا" وأكدت السيدة المديرة العامة أن العمل يستند إلى ثلاثة مبادئ أولها أنه لا بديل عن المدارس كما برهنت الجائحة وثانيها أننا بحاجة اليوم أكثر من أي وقت مضى إلى نظم مدرسية مرنة ومبتكرة لمواجهة الصدمات في الحاضر وفي المستقبل أما المبدأ الثالث فيتجلى في عدم إمكانية الاستعاضة عن المُعَلِّم بأي شاشة

تربية ماروك – تجمع الأساتذة

Post a Comment

إضافة تعليق على الموضوع مع عدم تضمنه لعبارات مسيئة
شكرا على مشاركتكم

أحدث أقدم