أكد السيد شكيب بنموسى وزير التربية الوطنية
والتعليم الأولي والرياضة أنه تنفيذا للتعليمات الملكية السامية،
وفور حدوث الزلزال، سارعت الوزارة إلى اعتماد جملة من التدابير الاستعجالية من أجل
الاستئناف السريع للدراسة بالأقاليم والجماعات المتضررة.
وأشار السيد الوزير خلال جوابه على أسئلة شفوية بمجلس النواب اليوم الإثنين
16 أكتوبر 2023 أن الوزارة قد تفاعلت بشكل فوري، مع هذه الكارثة الطبيعية، حيث
تشكلت، في الساعات الأولى من صباح يوم السبت 09 شتنبر 2023، خلايا أزمة مركزية،
وأخرى جهوية بالأكاديميات الجهوية للتربية والتكوين والمديريات الإقليمية الأكثر
تضررا، انبثقت عنها لجن تقنية متخصصة، انكبت على تشخيص وتقييم الوضعية، وإيجاد
الصيغ المناسبة لضمان الاستمرارية البيداغوجية. مضيفا أن
الحفاظ على سلامة التلاميذ وأطر المؤسسات التعليمية قد شَكَّل هاجسا رئيسيا، خلال
اللحظات الأولى لحدوث الزلزال، وهو ما جعل الوزارة تبادر، بعد إجراء تشخيص أولي
للوضعية، إلى تعليق الدراسة بالجماعات القروية والدواوير الأكثر تضررا من الهزة
الأرضية، وذلك ب 42 جماعة موزعة بين أقاليم الحوز وشيشاوة وتارودانت.
وأكد الوزير حرص الوزارة على مواكبة المدرسات والمدرسين في هذه الأقاليم،
وتوفير الدعم النفسي لهم من خلال الخدمات الميدانية التي تقدمها مؤسسة محمد السادس
للنهوض بالأعمال الاجتماعية للتربية والتكوين، وعبر الإنصات لانتظاراتهم
وانشغالاتهم أثناء التنقلات والزيارات التي قمنا بها للمؤسسات المتضررة.
وفي الوقت ذاته، وعلى مستوى
المناطق التي لم تعرف تأثرا كبيرا بالزلزال، عملت الوزارة على اتخاذ حلول سريعة
ومحلية لمواصلة الدراسة، حيث تم استئناف الدراسة بها، بعد التأكد من عدم وجود أدنى
خطر على التلاميذ والأطر التربوية العاملة بها، كما تم اللجوء، ببعض المؤسسات، إلى
تحويل التلاميذ بين الأقسام الدراسية داخل نفس المؤسسة، أو من مؤسسة تعليمية إلى
أخرى مجاورة، وهو ما سمح باستمرار الدراسة بهذه المؤسسات، منذ بداية الأسبوع الأول
الموالي لتاريخ حدوث الزلزال.
وأضاف السيد الوزير أن الوزارة قد اعتمدت برنامجا استعجاليا لضمان
الاستمرارية البيداغوجية، يتضمن شقا ماديا يهم توفير فضاءات الاستقبال وباقي
مقومات العرض المدرسي، وشقا تربويا يهم التدابير المرتبطة بسير الدروس ومواكبة
التلاميذ وهيئة التدريس.
فيما يتعلق بالشق المادي لبرنامج التدخل الاستعجالي، فقد أسفرت عملية
التشخيص وتقييم الأضرار المادية للزلزال، إلى تصنيف المؤسسات التعليمية، حسب حجم الأضرار
ودرجة الخطورة، إلى مؤسسات تستوجب الهدم الكلي أو الجزئي وإعادة البناء، وأخرى
تتطلب الإصلاح والتأهيل، مع ما يرافق ذلك من إعادة التجهيز، حيث تم حصر حوالي 1000
مؤسسة تعليمية، بالإضافة إلى مجموعة من الداخليات ووحدات التعليم الأولي.
وقد بادرت الوزارة حسب السيد الوزير إلى اتخاذ مجموعة من الصيغ والبدائل
والحلول الميدانية الكفيلة بضمان الاستئناف الفوري للدراسة بهذه المؤسسات، يمكن
إجمالها فيما يلي:
1. تحويل
التلاميذ من فصل دراسي لآخر داخل نفس المؤسسة التعليمية، أو نحو مؤسسات آمنة
ومجاورة، داخل نفس الإقليم وإذا تعذر ذلك، داخل الجهة، وذلك بمراعاة الفئات
العمرية للتلاميذ، والأسلاك الدراسية. وفي هذا الصدد، فقد تم تنقيل حوالي 7.000
تلميذة وتلميذ يدرسون بالسلك الثانوي، وذلك بعد إخبار وموافقة أسرهم، مع توسيع
الطاقة الاستيعابية للداخليات المستقبلة؛
2. استقبال
التلاميذ داخل خيام مجهزة، كمؤسسات تعليمية ميدانية أو كفصول دراسية، يتم
استعمالها بشكل مؤقت، بالمناطق الصعبة الولوج، مع إضافة المرافق الصحية، وخاصة
بأقاليم الحوز وشيشاوة وتارودانت، حيث سيبلغ عدد الخيام حوالي 1.200 خيمة.
وللإشارة، فإن الوزارة تعمل على تعويض الخيام واستبدالها بأخرى تناسب ظروف فصل
الشتاء وتتلاءم مع الخصوصيات الطبيعية للمناطق المعنية؛
3. توفير
الوحدات الدراسية المركبة المسبقة الصنع (Modulaire)،
على مدى شهرين، بتعاون مع شركاء الوزارة، إذ سيبلغ عددها حوالي 1.400 حجرة، فضلا
عن توفير المرافق الصحية ومكاتب الإدارة. ومن المرتقب أن يتم إعادة استعمال
الفضاءات والتجهيزات الخاصة بتنظيم الاجتماعات السنوية لصندوق النقد والبنك
الدوليين، كوحدات دراسية بالمؤسسات التعليمية المتضررة من الزلزال؛
4. مواكبة
تمدرس التلاميذ عبر التكيف مع التجمعات السكنية المؤقتة في المناطق المتضررة، ومن
خلال الاستجابة لطلبات التسجيل بسبب الحركية المتواصلة للساكنة بعد الفاجعة؛
5. توفير
النقل المدرسي للتلاميذ، بتنسيق مع مجالس الأقاليم، والمبادرة الوطنية للتنمية
البشرية، بالنظر للإكراهات الميدانية التي فرضتها تنقلات التلاميذ؛
6. إيلاء
عناية خاصة لموضوع سكن المدرسات والمدرسين المشتغلين بالدواوير، والعمل على إيجاد
الحلول المناسبة لاستقرارهم بالدواوير المتضررة.
وأشار السيد الوزير أن المجهودات لتوفير فضاءات الاستقبال، والتي تمت
مواكبتها من الناحية التربوية، قد أسفرت على العودة التدريجية للتلاميذ، بمختلف
الفصول الدراسية، وذلك ابتداء من يوم الإثنين 18 شتنبر 2023.
أما فيما يتعلق بالشق التربوي لبرنامج التدخل الاستعجالي، فهو يشتمل على
مجموعة من التدابير البيداغوجية. ومن بين هذه الاجراءات:
1. فتح
قنوات للتواصل مع الأسر قصد التحاق من لم يلتحق من أبنائهم بالمؤسسات التعليمية،
سواء الأصلية أو البديلة، وذلك بتعاون مع السلطات المحلية وجمعيات أمهات وآباء
وأولياء التلاميذ، مع اعتماد التوقيت المسترسل، متى كان ذلك ضروريا، للتخفيف من
أعباء التنقل؛
2. تكييف
استعمالات الزمن بالنسبة لتلاميذ القاعات الدراسية التي تم غلقها، والذين تم
تحويلهم لمؤسسات تعليمية أخرى، مع تكييف استعمالات الزمن لجميع التلاميذ في
المؤسسات المستقبلة، باستثناء المستويات التعليمية الإشهادية، التي تحتفظ بجميع
الحصص النظامية لمواد الامتحانات الإشهادية، ولا سيما بسلكي التعليم الثانوي
الإعدادي والثانوي التأهيلي؛
3. تفعيل
خيار اللجوء إلى تقليص الغلاف الزمني للحصص التعليمية في الثلاثة أشهر التي تلي
الزلزال، والرفع من الأنشطة الرياضية والفنية، للتخفيف من الضغط النفسي،
والاستعداد للرجوع إلى الوضعية الطبيعية التي كانت قبل الزلزال؛
4. تقديم
الدعم النفسي للتلاميذ، حيث تم تنظيم تدريب مكثف ل 250 من أطر الدعم النفسي
والاجتماعي، بتعاون مع مؤسسة محمد السادس لحماية البيئة، إضافة إلى إجراء تكوينات
للأساتذة ومواكبة للتلاميذ من طرف المساعدات الاجتماعيات للأعمال الاجتماعية
للقوات المسلحة الملكية، ومؤسسة محمد الخامس للتضامن والعصبة المغربية لحماية
الطفولة، وغيرهم من شركاء الوزارة؛
5. فسح المجال للعديد من
الجمعيات الثقافية والفنية والرياضية لتنظيم أنشطة مشتركة مع أطر المؤسسات
التعليمية، ثم توزيع محافظ جديدة وكتب وأدوات جديدة لتعويض الخسائر التي خلفها
الزلزال؛
إرسال تعليق
إضافة تعليق على الموضوع مع عدم تضمنه لعبارات مسيئة
شكرا على مشاركتكم