في سياق سعي الحكومة لتعزيز جودة التعليم وتطوير مهارات اللغات لدى التلاميذ، كشف وزير التربية الوطنية، محمد سعد برادة، عن استراتيجية شاملة تركز على الموازنة بين اللغات الوطنية والأجنبية، وفقًا لخارطة طريق إصلاح منظومة التربية 2022-2026.
وتهدف هذه الخارطة إلى تحسين التعلمات الأساسية، تقليص الهدر المدرسي، وتعزيز قيم المواطنة والانفتاح، بما يعكس التزام الوزارة بتحقيق تعليم متوازن ومتكامل.
وأوضح الوزير أن توقيع اتفاقية تمويل مع الوكالة الفرنسية للتنمية بقيمة 130 مليون أورو وقرض بقيمة 4.7 مليون أورو، يندرج في إطار دعم هذه الخارطة الطموحة.
وأكد أن الهدف الرئيسي من الاتفاقية هو تحسين الكفايات اللغوية للتلاميذ والأساتذة، خاصة في اللغة الفرنسية، مع التركيز على إعداديات الريادة، كجزء من الجهود الرامية إلى التصدي لمشكلة الهدر المدرسي وتعزيز الأداء التعليمي.
ردًا على الانتقادات التي وجهها برلمانيون حول تكريس اللغة الفرنسية، أكد الوزير أن الاتفاقية تسعى لتحقيق التعدد اللغوي وليس فرض لغة معينة. كما شدد على التزام الوزارة بمقتضيات القانون الإطار 51.17، بما في ذلك العمل على مراجعة المناهج الدراسية وتعميم تدريس اللغة الإنجليزية تدريجيًا، خاصة في التعليم الإعدادي والابتدائي. وأشار إلى إطلاق تجريب تدريس اللغة الإنجليزية في السنة السادسة من التعليم الابتدائي في عدد من المؤسسات التعليمية.
أما بخصوص اللغة الأمازيغية، فقد أكد الوزير أن الوزارة تعمل على تحقيق تعميم تدريجي لتدريسها في جميع مؤسسات التعليم الابتدائي، مع استهداف تغطية 50% من هذه المؤسسات بحلول السنة الدراسية 2025-2026. كما أشار إلى تطوير منصة رقمية لتعلم اللغة الأمازيغية كجزء من الجهود الرامية لتعزيز استخدام التكنولوجيا في دعم تعلم اللغات.
من جهة أخرى، أشار الوزير إلى أن الوزارة شرعت في مراجعة مناهج اللغة الإنجليزية وتفعيل العدة البيداغوجية المواكبة، بهدف تحسين جودة تدريسها في سلك التعليم الإعدادي. وأكد أن تدريس اللغة الإنجليزية سيشهد توسعًا تدريجيًا ضمن خطة الوزارة لتوسيع قاعدة التلاميذ المتعلمين لهذه اللغة، وذلك في إطار استراتيجية تعزز الانفتاح على العالم وتحقيق التوازن بين اللغات المختلفة.
وتعكس هذه الخطوات
رؤية واضحة لتحسين المنظومة التعليمية في المغرب، حيث تسعى الوزارة إلى توفير بيئة
تعليمية متطورة وشاملة تلبي احتياجات التلاميذ وتعزز من تنافسية النظام التعليمي
الوطني على المستويين الإقليمي والدولي.
إرسال تعليق
إضافة تعليق على الموضوع مع عدم تضمنه لعبارات مسيئة
شكرا على مشاركتكم