المركز الجهوي لمهن التربية بجهة الرباط سلا القنيطرة ينظم ندوة وطنية في علوم التربية

 


نظم فريق البحث متعدد التخصصات: «مدرسة ومجتمع»، بشراكة مع فريق البحث: «تنمية الكفايات التربوية والتعليمية والتدبيرية»، في موضوع: «علوم التربية والتربية على الفكر المركب: رؤية مغايرة لصعوبات التمدرس»، المركز الجهوي لمهن التربية والتكوين -الرباط سلا القنيطرة، بمدرج خير الدين، يوم 28 دجنبر 2024، الرباط. وقد تمحورت أشغال هذه الندوة، على مواضيع وقضايا عديدة ومتنوعة، همت عموما منزلة الفكر المركبة، والتربية على التركيب في مساءلة صعوبات التعلم. قضايا جعلت من تعددية التخصصات مدخلا لبلورة تصور بخصوص المشكلات المدرسية والممارسات التكوينية الموازية لها. تم تنسيق أعمال اليوم الدراسي الوطني ارتباطا بخصوصية التكوين في علوم التربية، ومهام الفاعلين التربويين، ومسارات تطور المدرسة المغربية، وأهم الأدوار والوظائف المنوطة بالتربية في مواجهة تحديات المدرسة وتقلبات المجتمع المغربي، بل تحولات العالم ككل.

وقد أتاحت هذه الندوة للباحثين المتدخلين في حقل التربية والتعليم من داخل المركز وباقي الجامعات التي تم الترحيب بباحثيها للمشاركة في هذه الندوة، وإدارة المركز وثلث من المتخصصين في مباحث عديدة، فرصة لتقديم وجهات نظر مختلفة بخصوص قضايا وإشكالات عديدة متصلة عموما بالمحاور المقترحة في ديباجة الندوة؛ وتهم عموما:

           فلسفة التربية ومعنى التعلم المدرسي؛

           الديداكتيك المهني وتطوير المعرفة التدخلية؛

           العلوم النفسية وفعل التعلم؛

           تسيير المؤسسات المدرسية والمهام الجديدة للمدرسة؛

           التعريف بمفاهيم النظام والبنيوية والتركيب والنسقية؛

           الرقمنة وتكنولوجيا التربية وتحليل ممارسات المدرسين؛

تم افتتاح برنامج الندوة على الساعة العاشرة صباحا، بكلمة افتتاحية لمديرة المركز الجهوي لمهن التربية والتكوين، السيدة إكرام بوعياد، ألقتها نيابة عنها المديرة المكلفة بالشؤون البيداغوجية، وقد تم التطرق فيها باختصار شديد إلى أهمية الموضوع وقيمته العلمية، إضافة إلى تهنئة فرق البحث في المركز على جهودها الرامية إلى النهوض بالبحث العلمي. وعرجت بعدها على بيان قيمة موضوع اليوم الدراسي وديباجته وبرنامجه الذي شمل مداخلات تنصهر في برواز واحد، يتعلق بالفكر المركب وانعكاساته البيداغوجية، كما نوهت بقيمة الندوة بالنسبة لتكوين الطلبة الأساتذة في المركز الجهوي، بما يخدم رهان تجاوز الصعوبات المطروحة. وبعدها تناول كل من ذ. عبدالله السيد علي رئيس فريق البحث المتعدد التخصصات: مدرسة ومجتمع، وكذا ذ. براهيم افليلح رئيس فريق البحث تنمية الكفايات التربوية والتعليمية والتدريبية، الكلمة ومن أهم ما ورد فيها أن الموضوع المطروح لم يتم اختياره بالصدفة، وإنما بالقصد لأنه يخدم مسارات التكوين وغاياته وإبدالاته ، مع التنويه بتعاون الإدارة  واللجنة الإعدادية، وطاقم الفريقين، وعموما  بالعمل العلمي المنظم والمقنن والعلمي، الذي أتاح للجنة  العلمية ا اقتراح  هذه الندوة  التي طرحت التساؤلات وحفزت الحضور  على التفكير في آفاق المدرسة المغربية.



تأسست أرضية هذه الندوة على المحاضرة القيمة التي ألقاها المفكر والباحث المغربي في الفلسفة والجماليات والفن والتشكيل، الذي زاوج بين التأليف المدرسي والآكاديمي والإبداعي في حقل الفنون والعلوم الإنسانية والآدب: ذ. محمد الشيكر،  من المدرسة العليا لأساتذة، جامعة محمد الخامس، الرباط.  تحمل المحاضرة الرئيسة عنوان:  الفكر المركب: إبدالاته الإبيستمية وامتداداته البيداغوجية، وقد استطاعت هذه المحاضرة تبيان المعاني والدلالات والمواقف التي ارتسمت تاريخيا في الفكر الفلسفي، والتي أفضت في وقتنا هذا إلى انبثاق مقولة التربية على الفكر المركب، كما تناولت الإشكالات المفصلية التي يكن من خلالها مساءلة واقع التربية والتعليم في بلدنا.

وقد تلت هذه المحاضرة، جلستان علميتان تضمنت الأولى ست مداخلات بالفرنسية، وثمان مداخلات بالعربية، وقد تمحورت جلها على تساؤلات عديدة، نقدمها كالآتي:

           كيف يمكن إعادة التفكير في التربية حتى تتناسب مع بنية مدرسية متغيرة ودينامية ومركبة؟

           كيف يمكن إعادة النظر في مواقفنا إزاء مصاحبة المتعلمين في عملية بناء معارفهم الخاصة والانخراط الجيد في عملية التحصيل؟

           كيف نمكن المدرسين من تصرفات مهنية مرتبطة بأفق تطوير مواقفهم التأملية؟

           كيف نجعل من المدرسة فضاء جذابًا أكثر من كونها فضاء للتنشئة الاجتماعية؟

           كيف نمكن المتدخلين في قطاع التربية والتعليم من بلورة رؤية شمولية، قصد تجنب الرؤية الاختزالية التي تربطهم بواقع التعليم المعقد؟



ولعل ما وسم هذه الندوة أنها كانت مناسبة للحوار والنقاش والانفتاح على شركاء ومتدخلين من مؤسسات بحثية جامعية وتكوينية وطنية، وهنا تكمن بصمة هذه الندوة وقيمتها.  وفي سياق ثقافة الاعتراف بقيمة باحثينا وأطرنا الوطنية، تم إهداء ذ. الشيكر محمد، والسيدة بوعيادة إكرام شهادة تقدير وباقة من الورد شكرا لهما وتقديرا لجهودهما، إضافة إلى إهداء تذكار رمزي مرفوق بكلمة تقدير وشكر  لرئيس الشعبة، ذ.عبد الله السيد عل، من قبل فرق البحث في شعبة علوم التربية بالمركز الجهوي  اعترافا  له بجهوده وتنسيقه المحكم للندوة.

وقد تم اختتام الندوة العلمية الوطنية على الساعة السادسة مساءا بكلمة المديرة المكلفة بالشؤون البيداغوجية، بعد قراءة تقرير تركيبي للندوة من قبل فريق الإعداد.

بقلم: عبدالعزيز السعداني

Post a Comment

إضافة تعليق على الموضوع مع عدم تضمنه لعبارات مسيئة
شكرا على مشاركتكم

أحدث أقدم