يحظى مشروع "مؤسسات الريادة" باهتمام
متزايد من قبل الرأي العام التربوي والأسري، نظرا لما يحمله من رهانات في ما يتعلق
بمعالجة التعثرات الدراسية، وقد ازداد هذا الاهتمام بعد الإعلان عن إمكانية عرض
الكتب المدرسية المعتمدة ضمن هذا النموذج الجديد للبيع في المكتبات، بعدما كانت
توزع مجانا.
للوقوف على تفاصيل هذا المشروع، وتقييم نتائجه
المرحلية، وكذا استشراف آفاق تعميمه وطنيا، حاورت الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة
محمد زروالي، مدير المناهج بوزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة،
بخصوص تقييم المشروع، ومراحل التعميم، ومستقبل الكتب المدرسية المعتمدة في
"مدارس الريادة".
ما هو تقييم وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة لمشروع "مؤسسات الريادة"؟
في البداية، لا بد من التذكير بأن مشروع مؤسسات الريادة برنامج مندمج يستهدف تحسين التعلمات باعتماد منهجية متعددة الأبعاد، تشمل جميع شروط الجودة بالمؤسسات التعليمية.
فالبرنامج يقوم على عدة مرتكزات، منها مقاربة علاجية، وهي عملية تعنى بمعالجة التعثرات المتراكمة عبر سنوات التمدرس، ومقاربة وقائية وتتمثل في إرساء التعلمات الجديدة باعتماد طرق تدريس فعالة، التركيز على التعلمات الأساس في مواد اللغة العربية والرياضيات واللغة الفرنسية.
ومن مرتكزات البرنامج تحسين ظروف الاستقبال بالمدارس العمومية، وتيسير ظروف الاشتغال عبر تزويد الأطر الإدارية والتربوية بتجهيزات رقمية وموارد بيداغوجية كفيلة بأجرأة فعالة لمختلف الأنشطة، وإنتاج عدد بيداغوجية تلبي حاجات المتعلمات والمتعلمين، وتحفيز الأطر التربوية والإدارية، واعتماد مبدأ التجريب على عينة محدودة قبل الانطلاق نحو التوسيع، فالتعميم.
وفي باب التقييم، يعتبر مشروع مؤسسة الريادة استثنائيا من حيث عدد وإيقاع عمليات التقييم التي شملته. وتنوعت أشكالها بين التقييمات الداخلية (تقييمات الأساتذة، والمفتشون) والخارجية (الدراسة الكيفية للمرصد الوطني للتنمية البشرية، تقييم الهيئة الوطني للتقييم التابعة للمجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي، التقييم العشوائي المضبوط Randomized Controlled Trial) الذي أنجزته فرق علمية مختصة ذات صيت دولي.
وقد أجمعت كل هذه التقييمات على تحسن مستوى التحكم
في التعلمات لدى تلميذات وتلاميذ مدارس الريادة. ما يؤشر على أن الإصلاح يسير في
الاتجاه الصحيح، وأن النموذج البيداغوجي المعتمد يتسم بالفعالية.
ما هو مخطط الوزارة لتوسيع أو تعميم هذا المشروع على باقي المؤسسات التعليمية؟
في الموسم الدراسي 2023-2024، تم الشروع في تجريب المشروع على عينة من 626 مدرسة ابتدائية موزعة على جميع جهات المملكة.
خلال الموسم الحالي، ارتفع عدد مدارس الريادة إلى 2626؛ وهو عدد يغطي أكثر من 30 بالمائة من مجموع المدارس الابتدائية العمومية. وتم استهداف ما يناهز مليونا و300 ألف تلميذ.
بحلول الموسم الدراسي 2025-2026، سينتقل عدد المؤسسات التي سيشملها المشروع إلى 4626، أي أكثر من 50 بالمائة من إجمالي المدارس، ما سيرفع عدد التلميذات والتلاميذ المستفيدين إلى 2 مليون و100 ألف.
ويواكب عملية التوسيع هاته، مجهود كبير على مستوى
تكوين الأطر التربوية والإدارية، وتأهيل وتجهيز المؤسسات التعليمية.
هل ستُطرح الكتب المدرسية المعتمدة في مؤسسات الريادة للبيع في المكتبات خلال الموسم الدراسي المقبل؟
تجدر الإشارة في البداية إلى أن خارطة الطريق 2022-2026 أكدت في التزامها الثاني على أن أحد مداخل تجويد التعلمات يتمثل في اعتماد الكتاب المرجعي.
وقد تم تجريبه خلال الموسم الدراسي الحالي، ما استلزم توزيعه بشكل مجاني على جميع التلميذات والتلاميذ بمدارس الريادة. واعتمادا على نتائج جميع التقييمات التي أنجزت، حصلت القناعة لدى الوزارة بأن النموذج البيداغوجي المجرب كان فعالا.
وعلى إثره قررت الوزارة، مع مواصلة عملية التوسيع، طرح الكتب المدرسية المعتمدة بمؤسسات الريادة للبيع في المكتبات خلال الموسم الدراسي المقبل.
وتتميز هذه الكتب بجودة الإخراج، وتحترم المعايير الدولية (A4)، كما ستعرض بأثمنة في متناول الأسر.
بالمقابل ستستمر الوزارة خلال الموسم الدراسي
المقبل في توفير العدة الخاصة ببرنامج الدعم المكثف "طارل" مجانا لجميع
التلميذات والتلاميذ بمؤسسات الريادة.
إرسال تعليق
إضافة تعليق على الموضوع مع عدم تضمنه لعبارات مسيئة
شكرا على مشاركتكم