بعد حوالي ستة أشهر من تقلد السيد شكيب بنموسى
مسؤولية وزارة التربية الوطنية والتعليم الاولي والرياضة ما زال المتتبعون يجهلون
استراتيجيته لإصلاح التعليم فهل هي استمرارية لعمل الحكومات السابقة أو قطيعة معها
و إطلاق إصلاح جديد.
ويرى متتبعون أن القانون الإطار رقم 51-17 المتعلق
بمنظومة التربية والتكوين والبحث العلمي يغيب عن الخطاب المركزي للوزارة حيث يتم
الترويج دائما لإصلاح على نَفَسِ البرنامج الحكومي والنموذج التنموي الجديد في حين
تستمر الأكاديميات الجهوية بتنزيل مشاريع القانون الإطار بوَقْعِ أبطأ من السابق حيث
غابت الاجتماعات الدورية التي كان ينظمها وزير التربية الوطنية السابق مع مديري
الأكاديميات الجهوية لتتبع التنفيذ بالإضافة إلى عمل اللجان الوطنية ولجنة القيادة
على اعتبار أن تنزيل القانون الإطار أمر مستعجل لا يقبل التأجيل.
كما جاء هذا القانون الإطار بعد حوار مجتمعي
ومؤسساتي انتهى بالمصادقة عليه من طرف المجلس الوزاري ثم المجلس الحكومي وتمت
المصادقة عليه من طرف غرفتي البرلمان بعد صراع طويل وشاق حكمته دوافع إيديولوجية
لأحد مكونات الحكومة جوبه بتمسك الوزير السابق ومعه مكونات سياسية أخرى منها الحزب
الذي يقود الحكومة حاليا بكل بنوذه حيث تم اعتبار المصادقة النهائية على القانون
الإطار آنذاك انتصار للمدرسة المغربية وقطع مع ممارسات ماضوية تتمثل في الإصلاح
وإصلاح الإصلاح باعتبار أن هذا القانون سيكون ملزما للجميع.
ومن جهة أخرى ورغم حديث السيد شكيب بنموسى عن وجود
تقاطعات بين القانون الإطار المتعلق بمنظومة التربية والتكوين والبحث العلمي
وتقرير النموذج التنموي الجديد فإن اللجنة المركزية التي تم إحداثها من طرف
الوزارة لملاءمة حافظة مشاريع تنزيل أحكام القانون الإطار رقم 51-17 مع النموذج
التنموي الجديد ومواكبة تنزيله والتي أحدثت بمقتضى مقرر للوزارة رقم 056.21 الصادر
بتاريخ 27 ماي 2021 لم تقدم بعد أي تقرير لها ولم يُعرف بعد أي خبر عن استمرار
عملها.
من جانب آخر سبق للسيد الوزير الحديث عن خارطة
طريق جديدة للإصلاح التربوي ترتكز على الجودة سيتم عرضها للنقاش مما اعتبره العديد
من المتتبعين قطيعة مع الإصلاحات التي أطلقتها الحكومات السابقة مما سيعطى مؤشرات
غير صحية تعود ببلادنا إلى مرحلة سابقة قطع معها القانون الإطار وتتعلق بثنائية
تكررت لعقود وهي الإصلاح و إصلاح الإصلاح.
تربية ماروك – تجمع الأساتذة
إرسال تعليق
إضافة تعليق على الموضوع مع عدم تضمنه لعبارات مسيئة
شكرا على مشاركتكم