المغرب يؤكد على الدور الاستراتيجي لمديري المدارس الابتدائية

 


أصدرت وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة في المغرب، يوم الثلاثاء 2 دجنبر 2025، بلاغًا صحفيًا حول تقديم "تقرير تسليط الضوء على إتمام التعليم الأساسي ومهارات التعلم الأساسية في المغرب". هذا التقرير أُنجز بالشراكة مع التقرير العالمي لرصد التعليم (GEM) التابع لمنظمة اليونسكو. وأكد البلاغ على الدور الاستراتيجي لمديري المدارس الابتدائية في تنفيذ الإصلاحات التربوية.

اعتراف دولي وجهود الإصلاح

أعرب الكاتب العام بالنيابة عن اعتزاز المغرب بالتعاون مع اليونسكو، مشيرًا إلى أن اختيار المغرب ضمن خمسة بلدان إفريقية في سلسلة تقارير "تسليط الضوء" يُعتبر اعترافًا دوليًا بجهود المملكة في مجال التعليم.

أولوية وطنية: يحظى قطاع التعليم بعناية خاصة من الملك محمد السادس، باعتباره أولوية وطنية ورافعة أساسية للتنمية البشرية.

القيادة المدرسية: تُعد القيادة المدرسية ركيزة أساسية لأي إصلاح تربوي مستدام، ولذلك يولي المغرب أهمية بالغة لتكوين مديري المؤسسات، ومواكبتهم، وتوضيح مهامهم، وتعزيز استقلاليتهم.

أهمية التقرير: يكتسي التقرير أهمية خاصة لما يقدمه من معطيات دقيقة حول التقدم المحرز، والتحديات، والفرص المتاحة لتطوير العمل مستقبلًا.

تقاسم التجربة: جدد المغرب تأكيد استعداده لتقاسم تجربته مع الدول الإفريقية الشقيقة، إيمانًا بأن التحديات مشتركة وأن التعاون القاري رافعة قوية للارتقاء بجودة التعليم.

الدور المحوري للمدير والإصلاحات المعتمدة

يبرز التقرير الدور المحوري لمديري المؤسسات التعليمية في تحسين التعلمات وتفعيل الإصلاحات المعتمدة. حاليًا، أصبحت جودة التعلمات أولوية مركزية للوزارة.

من أبرز الإصلاحات الرئيسية مشروع المؤسسة المندمج ونموذج مدارس الريادة. وتضع هذه الإصلاحات مدير المدرسة في صلب تحسين النتائج الدراسية وتعزيز الحكامة التربوية.

جاءت هذه المبادرات انسجامًا مع الرؤية الاستراتيجية 2015-2030، والقانون الإطار 51.17، وخارطة الطريق 2022-2026. وتهدف هذه الجهود إلى إرساء أسس قوية لإعادة تعريف دور مدير المدرسة باعتباره مُحرِّكًا لتحسين التعلمات.

توصيات التقرير

حدد التقرير أربع مجموعات من التوصيات لدعم توسيع وترسيخ هذه الإصلاحات على الصعيد الوطني:

تعزيز الإعداد والتطوير المهني لمديري المدارس:

ملاءمة مضامين التكوين مع الإصلاحات (التركيز على القيادة التربوية، والتعاون المهني، وتدبير الأداء).

اعتماد صيغ تكوين متنوعة، وإقرار مسار تدريجي للإشهاد على الكفاءات، وتعزيز شبكات التعلم بين الأقران.

تعزيز دور المدير كقائد تربوي:

توضيح المسؤوليات التربوية للمديرين، وتوفير أطر إدارية مساعدة، خاصة في الوسط القروي.

تقوية المواكبة الشخصية، وتحسين استغلال معطيات التعلم ولوحات القيادة، وتخفيف الأعباء المسطرية عبر أدوات موحدة.

تعزيز الدعم المقدم للمديرين من طرف السلطات التربوية المحلية:

توفير دعم منتظم ومتكافئ من قبل المفتشين والمديريات الإقليمية لتقليص الفوارق بين المناطق.

تركيز زيارات التفتيش على التعلمات الأساسية والدعم التربوي.

تكوين المفتشين والأطر الجهوية في أساليب المواكبة (coaching)، وتعزيز علاقات الثقة وتقاسم المسؤولية.

تعزيز انخراط الأسر والمجتمع في الحياة المدرسية:

تقوية دور جمعيات آباء وأمهات وأولياء التلاميذ، وإرساء فضاءات تواصل منتظمة (كالأيام المفتوحة).

تكوين المديرين في استراتيجيات التواصل والتعبئة المجتمعية، وإدماج مؤشرات الانخراط المجتمعي في تقييمات المؤسسات.

الشراكة والتعاون القاري

يُعد هذا التقرير القاري الثالث "تسليط الضوء" ثمرة شراكة بين التقرير العالمي لرصد التعليم (GEM) والاتحاد الإفريقي والمركز الإفريقي للقيادة المدرسية. وشارك في دورة "تسليط الضوء 2025" إلى جانب المغرب كل من الكاميرون، وساحل العاج، وكينيا، وزيمبابوي.

Post a Comment

إضافة تعليق على الموضوع مع عدم تضمنه لعبارات مسيئة
شكرا على مشاركتكم

أحدث أقدم